حياته
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889، لأم من أصول كردية [1][2][3]. ومن ذرية الصحابي خالد بن الوليد الذين سكنو كردستان العراق.[بحاجة لمصدر] وجده لأمه هو محمد أغا الشريف ويعزى نسبه إلى النبي محمد في بعض المراجع بينما يعزوه أحد المراجع إلى العباس بن عبدالمطلب[4]. وتخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1903.
أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.وتتلمذ على يد المفكر والشاعر العظيم خريج كلية اصول الدين جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور / محمد حسين محمد
وظائف الحكومة
« إن نفوري من الوظيفة الحكومية في مثل ذلك العهد الذي يقدسها كان من السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها.. فلا أنسى حتى اليوم أنني تلقيت خبر قبولي في الوظيفة الأولى التي أكرهتني الظروف على طلبها كأنني أتلقى خبر الحكم بالسجن أو الأسر والعبودية.. إذ كنت أومن كل الإيمان بأن الموظف رقيق القرن العشرين »
إشتغل العقاد بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف وإستقال منها واحدة بعد واحدة ويذكر تجربة من "مهازلها ومآسيها" فيقول: « كنا نعمل بقسم الككلفات أي تدوين الملكيات الزراعية أيام فك الزمام، وليس أكثر في هذه الأيام من العقود الواردة من المحاكم ومن الأقاليم فلا طاقة للموظف بإنجاز العمل مرة واحدة فضلا عن إنجازه مرتين وأقرر.. نعم أقرر، وأقولها الآن وأنا أضحك كما يضحك القارئ وهو يتضفحها.. أقرر عددا من العقود أنجزه كل يوم ولا أزيد عليه ولو تراكمت الأوراق على المكتب كالتلال ومن هذه العقود عقد أذكره تماما.. إنه كان لأمين الشمسي باشا والد السيد علي الشمسي الوزير السابق المعروف، مضت عليه أشهر وهو بانتظار التنفيذ في الموعد الذي قررته لنفسي
وجاء الباشا يسأل عنه فرأيته لأول مرة، ورأيته لا يغضب ولا يلوم حين تبينت له الأعذار التي استوجبت ذلك القرار ».
ولما كتب أن "الاستخدام رق القرن العشرين" كان على أهبة الإستعفاء منها للاشتغال بالصحافة، يقول: « ومن السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله
عليها
أنني كنت فيما أرجح أول موظف مصري استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة وخطل الرأي عند الأكثرين، بل ربما كانت حوادث الاستقالة أندر من حوادث الانتحار... وليس في الوظيفة الحكومية لذاتها معابة على أحد، بل هي واجب بؤديه من يستطيع، ولكنها إذا كانت باب المستقبل الوحيد أمام الشاب المتعلم فهذه هي المعابة على المجتمع بأسره، وتزداد هذه المعابة حين تكون الوظيفة ــ كما كانت يومئذ ــ عملا آليا لا نصيب فيه للموظف الصغير والكبير غير الطاعة وقبول التسخير، وأما المسخر المطاع فهو الحاكم الأجنبي الذي يستولي على أداة الحكم كلها، ولا يدع فيها لأبناء البلاد عملا إلا كعمل المسامير في تلك الأداة ».
مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه [5] لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.
اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد[بحاجة لمصدر].
توفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964 ولم يتزوج حتى وفاته.
شعره
لو صدق العقاد في صنوف العلم مرة فهو صادق ألف مرة إذا ما كان الموضوع المثار خاصاً باللغة العربية وآدابها لقد كتب
العقاد تسعة دواوين بين 1916 و1950[6].
في عام 1934 نظم العقاد نشيد "العلم" وكان وقتها يكتب في البلاغ،
قد رفعنا العلم......للعلا والفدا
في عنان السماء
حي أرض الهرم......حى مهد الهدى
حي أم البقاء
كم بنت للبنين......مصر أم البناة
من عريق الجدود
أمة الخالدين......من يهبها الحياة
وهبته الخلود
فارخصي يا نفوس......كل غال يهون
وهبته الخلود
إن رفعنا الرؤوس......فليكن ما يكون
ولتعيش يا وطن
ولتعيش يا وطن
وعلى إثر هذا النشيد اجتمع طائفة من كبار أدباء مصر ومفكريها وأقاموا له حفل تكريم في مسرح حديقة الأزبكية، حضرها جمهور كبير من الأعلام والوزراء، وكان في مقدمة المتكلمين الدكتور طه حسين فألقى خطبة قال فيها: « تسألونني لماذا أومن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لماذا؟ لأنني أجد عند العقاد مالا أجده عند غيره من الشعراء... لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلوا إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي. وحين اسمع شعر العقاد إنما اسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث » ثم يشيد بقصائده ولا سيما قصيدة ترجمة شيطان التي يقول إنه لم يقرأ مثلها لشاعر في أوروبا القديمة وأوربا الحديثة. ثم قال في النهاية: « ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه »
من قول جابر عصفور عن العقاد: « فهو لم يكن من شعراء الوجدان الذين يؤمنون بأن الشعر تدفق تلقائي للانفعالات... بل هو واحد من الأدباء الذين يفكرون فيما يكتبون، وقبل أن يكتبوه، ولذلك كانت كتاباته الأدبية "فيض العقول"... وكانت قصائده عملا عقلانيا صارما في بنائها الذي يكبح الوجدان ولا يطلق سراحه ليفيض على اللغة بلا ضابط أو إحكام، وكانت صفة الفيلسوف فيه ممتزجة بصفة الشاعر، فهو مبدع يفكر حين ينفعل، ويجعل انفعاله موضوعا لفكره، وهو يشعر بفكره ويجعل من شعره ميدانا للتأمل والتفكير في الحياة والأحياء. ».
ويقول زكي نجيب محمود في وصف شعر العقاد: « إن شعر العقاد هو البصر الموحي إلى البصيرة، والحسد المحرك لقوة الخيال، والمحدود الذي ينتهي إلى اللا محدود، هذا هو شعر العقاد وهو الشعر العظيم كائنا من كان كاتبه... من حيث الشكل، شعر العقاد أقرب شيء إلى فن العمارة والنحت، فالقصيدة الكبرى من قصائده أقرب إلى هرم الجيزة أو معبدالكرنك منها إلى الزهرة أو جدول الماء، وتلك صفة الفن المصري الخالدة، فلو عرفت أن مصر قد تميزت في عالم الفن طوال عصور التاريخ بالنحت والعمارة عرفت أن في شعر العقاد الصلب القوي المتين جانبا يتصل اتصالا مباشرا بجذور الفن الأصيل في مصر. »[7].
وقد قام طه حسين بمبايعة العقاد بإمارة الشعر سنة 1934 بعد سنتين من وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي سنة 1932 « لكن مبايعة طه حسين للعقاد بالإمارة كانت عملا من أعمال السياسة أكثر منها عملا من أعمال الأدب والنقد وفي ذلك العصر في الثلاثينات كانت عين السياسة والسياسيين مركزة علي الأدب والأدباء فالقصر الملكي يريد أن يكون له أدباؤه وشعراؤه »[8].
مؤلفاته
منذ تعطلت جريدة الضياء في 1936 وكان فيها مديرا سياسيا انصرف جهده الأكبر إلى التأليف والتحرير في المجلات فكانت أخصب فترة إنتاجا فقد ألف فيها 75 كتابا من أصل نحو 100 كتاب ونيف ألفها. هذا عدا نحو 15 ألف مقال أو تزيد مما يملأ مئات الكتب الأخرى.
مؤلفات العقاد مؤرخة
أصدرت دار الهلال للعقاد أول كتبه
خلاصة اليومية (1912)
والشذور والإنسان الثاني (1913)
ساعات بين الكتب (1914)
خرج أول دواوينه يقظة الصباح (1916) وقد احتوى الديوان على قصائد عديدة منها «فينوس على جثة أدونيس» وهي مترجمة عن شكسبير وقصيدة «الشاعر الأعمى» و«العقاب الهرم» و«خمارويه وحارسه» و«رثاء أخ» و«ترجمة لقصيدة الوداع» للشاعر الاسكتلندي برنز.
ديوان وهج الظهيرة (1917)
ديوان أشباح الأصيل (1921)
الديوان في النقد والأدب، بالاشتراك مع إبراهيم عبدالقادر المازني، وقد خصص لنقد أعلام الجيل الأدبي السابق عليهما مثل شوقي والمنفلوطي والرافعي (1921)
الحكم المطلق في القرن العشرين (1928)، كانت مصر في ذلك الوقت امتحنت بالحكم الدكتاتوري، وكان موسوليني قد ظهر في إيطاليا، فألف كتابه هذا وحمل فيه على هذا الحكم الاستبدادي حملة شعواء وأبان فساده. ثم أصدر كتابه اليد القوية في مصر (1928)
ديوان أشجان الليل (1928)
الفصول، مجمع الأحياء (1929)
ديوان هدية الكروان (1933)
سعد زغلول (1936)
ديوان عابر سبيل، شعراء مصر وبيانهم في الجيل الماضي، إضافة على ساعات بين الكتب وإعادة طبعه (1937)
بعد خروجه من السجن ببضعة أعوام كتب لمجلة "كل شيء" في "حياة السجن" عدة مقالات جمعها في كتاب بعنوان في عالم السدود والقيود (1937)
سارة (1938)، سلسلة مقالات بعنوان "مواقف في الحب" كتبها لمجلة الدنيا الصادرة عن دار الهلال، والتي جمعها فيما بعد في هذا الكتاب.
رجعة أبي العلاء (1939)
هتلر في الميزان، النازية والأديان (1940)
عبقرية محمد، عبقرية عمر (1941)
ديوان وحي الأربعين وديوان أعاصير مغرب (1942)
الصديقة بنت الصديق، دراسة عن عمر بن أبي ربيعة (1943)
ابن الرومي حياته من شعره
عمرو بن العاص، دراسة أدبية عن جميل وبثينة (1944)
هذه الشجرة، الحسين بن علي، بلال بن رباح، داعي السماء، عبقرية خالد بن الوليد، فرنسيس باكون، عرائس وشياطين، في بيتي (1945)
ابن سينا، أثر العرب في الحضارة الأوربية (1946)
الله، الفلسفة القرآنية (1947)
غاندي، عقائد المفكرين (1948)
عبقرية الإمام (1949)
ديوان بعد الأعاصير، برناردشو، فلاسفة الحكم، عبقرية الصديق (1950)
الديمقراطية في الإسلام، ضرب الإسكندرية في 11 يولية، محمد علي جناح، سن ياتسن، بين الكتب والناس (1952)
عبقرية المسيح، إبراهيم أبو الأنبياء، أبو نواس (1953)
عثمان بن عفان، ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي، الإسلام في القرن العشرين (1954)
طوالع البعثة المحمدية، الشيوعية والإنسانية، الصهيونية العالمية، إبليس (1955)
معاوية في الميزان، جحا الضاحك المضحك، الشيوعية والوجودية (1956)
بنجامين فرانكلين، الإسلام والاستعمار، لا شيوعية ولا استعمار، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه (1957)
التعريف بشكسبير (1958)
القرن العشرين، ما كان وسيكون، المرأة في القرآن، عبد الرحمن الكواكبي (1959)
الثقافة العربية أسبق من الثقافة اليونانية والعبرية، شاعر أندلسي وجائزة عالمية (1960)
الإنسان في القرآن، الشيخ محمد عبده (1961)
التفكير فريضة إسلامية(1962)
أشتات مجتمعات في اللغة والأدب (1963)
جوائز الأدب العالمية (1964)
السيرة الذاتية
أنا (196؟)، يذكر طاهر الطناحي: « في نحو السابعة والخمسين من عمره اقترحت عليه أن يكتب كتابا عن حياته فأجابني: "سأكتب هذا الكتاب وسيكون عنوانه عني وسيتناول حياتي من جانبين: الأول حياتي الشخصية... والجانب الثاني حياتي الأدبية والسياسية والاجتماعية أو بعبارة أخرى حياة قلمي" كان هذا الحديث في أواخر سنة 1946. وقد كتب لمجلة قبل ذلك مقالتين "بعد الأربعين" و"وحي الخمسين"... فاعتزمت أن استكتبه في الهلال سائر فصول هذا الجانب إلى نهايته ثم أجمعه له في كتاب منفرد كما فعلت في كتاب رجال عرفتهم... وكان أول ما كتبه بعد هذا الاتفاق مقال: إيماني في يناير 1947 ثم مقال أبي إلى آخر ما كتبه من الفصول التي قربت على الثلاثين فصلا... فأخذت في جمع هذه الفصول وضممت إليها خمسة فصول نشرتها مجلات... وما كدت أنتهي من جمعها حتى مرض وعاجلته المنية. فرأيت من الوفاء لأن أنشر هذا الكناب واخترت لع عنوان "أنا"... وقد كان يترك لي عنوان بعض مقالاته وكتبه في الهلال »
حياة قلم، وفيه حياة قلمه حتى ثورة 1919، وقد كان في عزمه أن يكمله ولأمر ما وقف به هذا الموقف.
المعلومات منقولة من موقع
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ولد العقاد في أسوان في 29 شوال 1306 هـ - 28 يونيو 1889، لأم من أصول كردية [1][2][3]. ومن ذرية الصحابي خالد بن الوليد الذين سكنو كردستان العراق.[بحاجة لمصدر] وجده لأمه هو محمد أغا الشريف ويعزى نسبه إلى النبي محمد في بعض المراجع بينما يعزوه أحد المراجع إلى العباس بن عبدالمطلب[4]. وتخرج من المدرسة الابتدائية سنة 1903.
أسس بالتعاون مع إبراهيم المازني وعبد الرحمن شكري "مدرسة الديوان"، وكانت هذه المدرسة من أنصار التجديد في الشعر والخروج به عن القالب التقليدي العتيق. عمل العقاد بمصنع للحرير في مدينة دمياط، وعمل بالسكك الحديدية لأنه لم ينل من التعليم حظا وافرا حيث حصل على الشهادة الابتدائية فقط، لكنه في الوقت نفسه كان مولعا بالقراءة في مختلف المجالات، وقد أنفق معظم نقوده على شراء الكتب، والتحق بعمل كتابي بمحافظة قنا، ثم نقل إلى محافظة الشرقية.وتتلمذ على يد المفكر والشاعر العظيم خريج كلية اصول الدين جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور / محمد حسين محمد
وظائف الحكومة
« إن نفوري من الوظيفة الحكومية في مثل ذلك العهد الذي يقدسها كان من السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله عليها.. فلا أنسى حتى اليوم أنني تلقيت خبر قبولي في الوظيفة الأولى التي أكرهتني الظروف على طلبها كأنني أتلقى خبر الحكم بالسجن أو الأسر والعبودية.. إذ كنت أومن كل الإيمان بأن الموظف رقيق القرن العشرين »
إشتغل العقاد بوظائف كثيرة في المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف وإستقال منها واحدة بعد واحدة ويذكر تجربة من "مهازلها ومآسيها" فيقول: « كنا نعمل بقسم الككلفات أي تدوين الملكيات الزراعية أيام فك الزمام، وليس أكثر في هذه الأيام من العقود الواردة من المحاكم ومن الأقاليم فلا طاقة للموظف بإنجاز العمل مرة واحدة فضلا عن إنجازه مرتين وأقرر.. نعم أقرر، وأقولها الآن وأنا أضحك كما يضحك القارئ وهو يتضفحها.. أقرر عددا من العقود أنجزه كل يوم ولا أزيد عليه ولو تراكمت الأوراق على المكتب كالتلال ومن هذه العقود عقد أذكره تماما.. إنه كان لأمين الشمسي باشا والد السيد علي الشمسي الوزير السابق المعروف، مضت عليه أشهر وهو بانتظار التنفيذ في الموعد الذي قررته لنفسي
وجاء الباشا يسأل عنه فرأيته لأول مرة، ورأيته لا يغضب ولا يلوم حين تبينت له الأعذار التي استوجبت ذلك القرار ».
ولما كتب أن "الاستخدام رق القرن العشرين" كان على أهبة الإستعفاء منها للاشتغال بالصحافة، يقول: « ومن السوابق التي أغتبط بها وأحمد الله
عليها
أنني كنت فيما أرجح أول موظف مصري استقال من وظيفة حكومية بمحض اختياره، يوم كانت الاستقالة من الوظيفة والانتحار في طبقة واحدة من الغرابة وخطل الرأي عند الأكثرين، بل ربما كانت حوادث الاستقالة أندر من حوادث الانتحار... وليس في الوظيفة الحكومية لذاتها معابة على أحد، بل هي واجب بؤديه من يستطيع، ولكنها إذا كانت باب المستقبل الوحيد أمام الشاب المتعلم فهذه هي المعابة على المجتمع بأسره، وتزداد هذه المعابة حين تكون الوظيفة ــ كما كانت يومئذ ــ عملا آليا لا نصيب فيه للموظف الصغير والكبير غير الطاعة وقبول التسخير، وأما المسخر المطاع فهو الحاكم الأجنبي الذي يستولي على أداة الحكم كلها، ولا يدع فيها لأبناء البلاد عملا إلا كعمل المسامير في تلك الأداة ».
مل العقاد العمل الروتيني، فعمل بمصلحة البرق، ولكنه لم يعمر فيها كسابقتها، فاتجه إلى العمل بالصحافة مستعينا بثقافته وسعة إطلاعه، فاشترك مع محمد فريد وجدي في إصدار صحيفة الدستور، وكان إصدار هذه الصحيفة فرصة لكي يتعرف العقاد بسعد زغلول ويؤمن بمبادئه. وتوقفت الصحيفة بعد فترة، وهو ماجعل العقاد يبحث عن عمل يقتات منه، فاضطر إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه [5] لم يتوقف إنتاجه الأدبي أبدا، رغم ما مر به من ظروف قاسية؛ حيث كان يكتب المقالات ويرسلها إلى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات. منحه الرئيس المصري جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية في الآداب غير أنه رفض تسلمها، كما رفض الدكتوراة الفخرية من جامعة القاهرة.
اشتهر بمعاركه الفكرية مع الدكتور زكي مبارك والأديب الفذ مصطفى صادق الرافعي والدكتور العراقي مصطفى جواد والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، وكان الأستاذ سيد قطب يقف في صف العقاد[بحاجة لمصدر].
توفي العقاد في 26 شوال 1383 هـ - 12 مارس 1964 ولم يتزوج حتى وفاته.
شعره
لو صدق العقاد في صنوف العلم مرة فهو صادق ألف مرة إذا ما كان الموضوع المثار خاصاً باللغة العربية وآدابها لقد كتب
العقاد تسعة دواوين بين 1916 و1950[6].
في عام 1934 نظم العقاد نشيد "العلم" وكان وقتها يكتب في البلاغ،
قد رفعنا العلم......للعلا والفدا
في عنان السماء
حي أرض الهرم......حى مهد الهدى
حي أم البقاء
كم بنت للبنين......مصر أم البناة
من عريق الجدود
أمة الخالدين......من يهبها الحياة
وهبته الخلود
فارخصي يا نفوس......كل غال يهون
وهبته الخلود
إن رفعنا الرؤوس......فليكن ما يكون
ولتعيش يا وطن
ولتعيش يا وطن
وعلى إثر هذا النشيد اجتمع طائفة من كبار أدباء مصر ومفكريها وأقاموا له حفل تكريم في مسرح حديقة الأزبكية، حضرها جمهور كبير من الأعلام والوزراء، وكان في مقدمة المتكلمين الدكتور طه حسين فألقى خطبة قال فيها: « تسألونني لماذا أومن بالعقاد في الشعر الحديث وأومن به وحده، وجوابي يسير جدا، لماذا؟ لأنني أجد عند العقاد مالا أجده عند غيره من الشعراء... لأني حين أسمع شعر العقاد أو حين أخلوا إلى شعر العقاد فإنما أسمع نفسي وأخلو إلى نفسي. وحين اسمع شعر العقاد إنما اسمع الحياة المصرية الحديثة وأتبين المستقبل الرائع للأدب العربي الحديث » ثم يشيد بقصائده ولا سيما قصيدة ترجمة شيطان التي يقول إنه لم يقرأ مثلها لشاعر في أوروبا القديمة وأوربا الحديثة. ثم قال في النهاية: « ضعوا لواء الشعر في يد العقاد وقولوا للأدباء والشعراء أسرعوا واستظلوا بهذا اللواء فقد رفعه لكم صاحبه »
من قول جابر عصفور عن العقاد: « فهو لم يكن من شعراء الوجدان الذين يؤمنون بأن الشعر تدفق تلقائي للانفعالات... بل هو واحد من الأدباء الذين يفكرون فيما يكتبون، وقبل أن يكتبوه، ولذلك كانت كتاباته الأدبية "فيض العقول"... وكانت قصائده عملا عقلانيا صارما في بنائها الذي يكبح الوجدان ولا يطلق سراحه ليفيض على اللغة بلا ضابط أو إحكام، وكانت صفة الفيلسوف فيه ممتزجة بصفة الشاعر، فهو مبدع يفكر حين ينفعل، ويجعل انفعاله موضوعا لفكره، وهو يشعر بفكره ويجعل من شعره ميدانا للتأمل والتفكير في الحياة والأحياء. ».
ويقول زكي نجيب محمود في وصف شعر العقاد: « إن شعر العقاد هو البصر الموحي إلى البصيرة، والحسد المحرك لقوة الخيال، والمحدود الذي ينتهي إلى اللا محدود، هذا هو شعر العقاد وهو الشعر العظيم كائنا من كان كاتبه... من حيث الشكل، شعر العقاد أقرب شيء إلى فن العمارة والنحت، فالقصيدة الكبرى من قصائده أقرب إلى هرم الجيزة أو معبدالكرنك منها إلى الزهرة أو جدول الماء، وتلك صفة الفن المصري الخالدة، فلو عرفت أن مصر قد تميزت في عالم الفن طوال عصور التاريخ بالنحت والعمارة عرفت أن في شعر العقاد الصلب القوي المتين جانبا يتصل اتصالا مباشرا بجذور الفن الأصيل في مصر. »[7].
وقد قام طه حسين بمبايعة العقاد بإمارة الشعر سنة 1934 بعد سنتين من وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي سنة 1932 « لكن مبايعة طه حسين للعقاد بالإمارة كانت عملا من أعمال السياسة أكثر منها عملا من أعمال الأدب والنقد وفي ذلك العصر في الثلاثينات كانت عين السياسة والسياسيين مركزة علي الأدب والأدباء فالقصر الملكي يريد أن يكون له أدباؤه وشعراؤه »[8].
مؤلفاته
منذ تعطلت جريدة الضياء في 1936 وكان فيها مديرا سياسيا انصرف جهده الأكبر إلى التأليف والتحرير في المجلات فكانت أخصب فترة إنتاجا فقد ألف فيها 75 كتابا من أصل نحو 100 كتاب ونيف ألفها. هذا عدا نحو 15 ألف مقال أو تزيد مما يملأ مئات الكتب الأخرى.
مؤلفات العقاد مؤرخة
أصدرت دار الهلال للعقاد أول كتبه
خلاصة اليومية (1912)
والشذور والإنسان الثاني (1913)
ساعات بين الكتب (1914)
خرج أول دواوينه يقظة الصباح (1916) وقد احتوى الديوان على قصائد عديدة منها «فينوس على جثة أدونيس» وهي مترجمة عن شكسبير وقصيدة «الشاعر الأعمى» و«العقاب الهرم» و«خمارويه وحارسه» و«رثاء أخ» و«ترجمة لقصيدة الوداع» للشاعر الاسكتلندي برنز.
ديوان وهج الظهيرة (1917)
ديوان أشباح الأصيل (1921)
الديوان في النقد والأدب، بالاشتراك مع إبراهيم عبدالقادر المازني، وقد خصص لنقد أعلام الجيل الأدبي السابق عليهما مثل شوقي والمنفلوطي والرافعي (1921)
الحكم المطلق في القرن العشرين (1928)، كانت مصر في ذلك الوقت امتحنت بالحكم الدكتاتوري، وكان موسوليني قد ظهر في إيطاليا، فألف كتابه هذا وحمل فيه على هذا الحكم الاستبدادي حملة شعواء وأبان فساده. ثم أصدر كتابه اليد القوية في مصر (1928)
ديوان أشجان الليل (1928)
الفصول، مجمع الأحياء (1929)
ديوان هدية الكروان (1933)
سعد زغلول (1936)
ديوان عابر سبيل، شعراء مصر وبيانهم في الجيل الماضي، إضافة على ساعات بين الكتب وإعادة طبعه (1937)
بعد خروجه من السجن ببضعة أعوام كتب لمجلة "كل شيء" في "حياة السجن" عدة مقالات جمعها في كتاب بعنوان في عالم السدود والقيود (1937)
سارة (1938)، سلسلة مقالات بعنوان "مواقف في الحب" كتبها لمجلة الدنيا الصادرة عن دار الهلال، والتي جمعها فيما بعد في هذا الكتاب.
رجعة أبي العلاء (1939)
هتلر في الميزان، النازية والأديان (1940)
عبقرية محمد، عبقرية عمر (1941)
ديوان وحي الأربعين وديوان أعاصير مغرب (1942)
الصديقة بنت الصديق، دراسة عن عمر بن أبي ربيعة (1943)
ابن الرومي حياته من شعره
عمرو بن العاص، دراسة أدبية عن جميل وبثينة (1944)
هذه الشجرة، الحسين بن علي، بلال بن رباح، داعي السماء، عبقرية خالد بن الوليد، فرنسيس باكون، عرائس وشياطين، في بيتي (1945)
ابن سينا، أثر العرب في الحضارة الأوربية (1946)
الله، الفلسفة القرآنية (1947)
غاندي، عقائد المفكرين (1948)
عبقرية الإمام (1949)
ديوان بعد الأعاصير، برناردشو، فلاسفة الحكم، عبقرية الصديق (1950)
الديمقراطية في الإسلام، ضرب الإسكندرية في 11 يولية، محمد علي جناح، سن ياتسن، بين الكتب والناس (1952)
عبقرية المسيح، إبراهيم أبو الأنبياء، أبو نواس (1953)
عثمان بن عفان، ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي، الإسلام في القرن العشرين (1954)
طوالع البعثة المحمدية، الشيوعية والإنسانية، الصهيونية العالمية، إبليس (1955)
معاوية في الميزان، جحا الضاحك المضحك، الشيوعية والوجودية (1956)
بنجامين فرانكلين، الإسلام والاستعمار، لا شيوعية ولا استعمار، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه (1957)
التعريف بشكسبير (1958)
القرن العشرين، ما كان وسيكون، المرأة في القرآن، عبد الرحمن الكواكبي (1959)
الثقافة العربية أسبق من الثقافة اليونانية والعبرية، شاعر أندلسي وجائزة عالمية (1960)
الإنسان في القرآن، الشيخ محمد عبده (1961)
التفكير فريضة إسلامية(1962)
أشتات مجتمعات في اللغة والأدب (1963)
جوائز الأدب العالمية (1964)
السيرة الذاتية
أنا (196؟)، يذكر طاهر الطناحي: « في نحو السابعة والخمسين من عمره اقترحت عليه أن يكتب كتابا عن حياته فأجابني: "سأكتب هذا الكتاب وسيكون عنوانه عني وسيتناول حياتي من جانبين: الأول حياتي الشخصية... والجانب الثاني حياتي الأدبية والسياسية والاجتماعية أو بعبارة أخرى حياة قلمي" كان هذا الحديث في أواخر سنة 1946. وقد كتب لمجلة قبل ذلك مقالتين "بعد الأربعين" و"وحي الخمسين"... فاعتزمت أن استكتبه في الهلال سائر فصول هذا الجانب إلى نهايته ثم أجمعه له في كتاب منفرد كما فعلت في كتاب رجال عرفتهم... وكان أول ما كتبه بعد هذا الاتفاق مقال: إيماني في يناير 1947 ثم مقال أبي إلى آخر ما كتبه من الفصول التي قربت على الثلاثين فصلا... فأخذت في جمع هذه الفصول وضممت إليها خمسة فصول نشرتها مجلات... وما كدت أنتهي من جمعها حتى مرض وعاجلته المنية. فرأيت من الوفاء لأن أنشر هذا الكناب واخترت لع عنوان "أنا"... وقد كان يترك لي عنوان بعض مقالاته وكتبه في الهلال »
حياة قلم، وفيه حياة قلمه حتى ثورة 1919، وقد كان في عزمه أن يكمله ولأمر ما وقف به هذا الموقف.
المعلومات منقولة من موقع
ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
بِيَدِ القائلين بأن عباس العقَّاد كان إسلامياً .. ينتصرُ للإسلامِ وأهلهِ دليلٌ واحدٌ يقدموه لنا كلما أنكرنا عليهم قولهم بأن عباس العقاد كان إسلامياً يدافع عن حمى الدين وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، هذا الدليل هو ( عبقريات العقاد ) ، لا تسمع منهم غير هذا ، وإن كان المتحدث مثقفاً ذكر لك عدداً آخر من كتبه التي تحمل أسماءً إسلامية كـ ( التفكير فريضة شرعية ) و ( ما يقال عن الإسلام ) و ( حقائق الإسلام وأباطيل خصومه ) .!!
وبدايةً نتحدث عن عبقريات العقاد باعتبار أنها أوضح وأشهر نموذج لإسلاميات العقاد المزعومة ، ثم نعطف على باقي كتبه التي تتناول مواضيع إسلامية .
******
هل حقاً كانت العبقريات إسلامية ؟
هل كانت نصراً للدينِ وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
للإجابة على هذا السؤال نتناول أموراً.
أولها : من هم العباقرة عند عباس العقاد ؟!
ثانيها : لماذا كتب عباس العقاد العباقرة ؟!
ثالثها : أكان ظلاماً ؟!
أولا : من هم العباقرة عند عباس العقاد ؟
هم : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والمسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ وأبو بكر وعمر وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول ، وابن سينا ، وابن رشد ، وابن عربي ، والحلاج . وغاندي الهندي عابد البقرة ، وبنيامين فرانكلين ( مؤسس أمريكا ) ، و( جيتي 1749م ـ 1832م ) شاعر ألمانيا ، و ( فرنسيس باكون ) و ( شكسبير ) و ( برناردشو )([1])
يجمع العقاد بين سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين رسولِ الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسولِ الله المسيح عيسى بن مريم ـ عليه وعلى أمِّه الصلاة والسلام ـ ، والصدِّيق ، والفاروق ، والإمام علي ، والفيلسوف ، والصوفي الملحد ، والسياسي العميل العربيد([2]) ، والمنهزم فكرياً([3]) ، وعابد البقر !
كل هؤلاء يحملون أعلى الأوسمة عند العقاد ( عبقري ) أو ( عظيم ) . ويصرح بذلك في ( عبقرية محمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( العظماء في جميع الأمم وفي جميع العصور .. يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء ، ويدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون ، ويدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون ..)([4])
أسأل : ما القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً ؟
بأيهم العقاد معجب ؟
بالشخصية القوية ؟ ، أم بالشخصية المنهزمة التي تدعوا للانهزامية والذل كغاندي الهندي عابد البقرة ؟
بالكافرين والضالين معجب أم بالمؤمنين الصالحين معجب ؟!!
الحقيقة أن كل ذلك أوصاف لا تؤثر عند العقاد في الإعجاب ، فلا هو مأخوذ بالأنبياء المرسلين ، ولا بالمؤمنين الموحدين ، ولا هو مأخوذ بالكافرين ولا بالفلاسفة الملحدين . مأخوذٌ فقط بكل مَن يصنع ( مجداً ) ، بكلِ من يُؤَثِّر في حياة الناس ويكتب عنه التاريخ ، كان مؤمناً أم كان فاسقاً !! فالفسق والإيمان ليس وصفاً مؤثراً عند العقاد . بل إن الكفر والإيمان مضطربان في حس العقاد ، وقد قدَّمت بيان ( التوحيد والأنبياء عند العقاد ) .
ويزداد الأمر بياناً بالنقطة الثانية .
ثانياً : لماذا كَتَبَ العقادُ العبقريات ؟
في مقدمة ( عبقرية محمد )([5]) ـ صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ذكر أن دافعه لكتابة العبقريات هو رد تطاول الناس على العظماء ، تحت وطأة المساواة التي جرت بينهم اليوم .
وفي مقدمة عبقرية الصديق أفصح العقاد عن تألمه الشديد لما نال العظماء من تطاول في العصر الحديث ، حتى صحَّ عنده أن العظمة في حاجة إلى ما يسمى ( برد الاعتبار ) في لغة القانون ، ولم ينصرف حتى أعلن احترامه واعترافه بالجميل لكل عظيم حتى ولو كان من غير المسلمين ، أو كما يقول هو : من ( عظماء الأديان )([6])
وحال حديثة عن الصديقة بنت الصديق .. حبيبة الحبيب .. أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذكر أن الغرض الأول أو الغرض الذي تنتهي إليه جميع الأغراض من تدوين سير العظماء هو ( توثيق الصلة بين الإنسانية وبين عظمائها وعظيماتها ، والنفاذ إلى الجانب الإنساني من كل نفس تستحق التنويه والدراسة )([7])
وحال حديثه عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أكد أن الذي يعنيه من عرض العبقريات هو (التعريف بالنفس الإنسانية في حالة من أحوال العظمة والعبقرية ) ([8])
وحال حديثة عن ( بنيامين فرانكلين ) بثَّ شكواه من تطاول الكثرة وظهور التخصص على العظماء ، وأعلن أنه إذْ يؤرخ لبنيامين فرانكلين فهو ينقذ العظمة من هجمة الكثرة وظهور التخصصية بإبراز حياة هذا العبقري ([9]). وهو كاذب فلم يؤرخ لبنيامين فرانكلين وإنما علَّق على مذكراته .
نعم لا يشك عاقل في أن عبقريات العقاد لم تكتب أبداً انتصاراً للإسلام ، بل كتبت لغرضٍ آخر هو الدفاع عن ( الفردية ) .. ( العظماء ) .. ( رد هجمة التخصصية ) .. إلى آخر ما يقول هو([10]) ، وهذا ما يفهمه المسوقون لبضاعة العقاد الفكرية ، فمقدم رسالة ( الصهيونية العالمية ) يقول عن العقاد : ( ومن يقرأ كتبه ولا سيما عبقرياته وحملاته ضد الحكم المطلق والمبادئ الهدامة يعرف أنه يدين بالقيم العليا ، ويقيس عظمة الرجال والأعمال بالمقاييس الأخلاقية )([11])
يُقدَّمُ عباسُ العقاد للناس كأديب ، والحقيقة أن عباسَ العقاد كشخص وكنتاج لم يكن أديباً إلا قليلا ، فجل ما تركه لنا أطروحات فكرية وليست أدبية .. بل لا أكون مبالغاً إذا قلتُ إن عباس العقاد أعاد صياغة الشريعة الإسلامية من جديد ، حاول إخراج الإسلام في ثوبٍ جديد ! ؛ لا أنه حاول الانتصار للإسلام كما جاء به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان عليه صاحبته والتابعين لهم .
ما عباس العقاد إلا قراءة جديدة للشريعة الإسلامية ، لا أراه غير ذلك ، ومن قدَّمه لنا يعرفون ذلك بل ويقصدوه ، يقول صاحب دار الكتاب بدولة لبنان في تقديمه للمجلد الخامس والأخير من موسوعة العقاد الإسلامية : ( يتألف هذا القسم من نتاج العقاد ، والذي دعوناه ((بموسوعة العقاد الإسلامية )) من خمسة مجلدات هي العبقريات و (( شخصيات إسلامية )) و (( توحيد وأنبياء )) و (( القرآن والإنسان )) و (( بحوث إسلامية )) ، ويشمل على خمسة وعشرين كتاباً مختلفة ، تؤلف الذخيرة اللازمة للاطلاع على حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة )([12]).
هذا ما يدور في رأس من قدّمه لنا .. يُخرجه لنا لنطلع من خلاله على ( حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة ) .. يهدف إلى ( بعث التراث العربي ، وتوجيه الأفكار إليه ، وحمل الجماهير العربية على الإعجاب به والاطمئنان إليه )([13]) كما يقول هو بلسانه.!!
وزد على ذلك أنه إلى يومنا هذا تعقد الندوات والمؤتمرات من أجل تعريف الناس بأفكار عباس العقاد ([14]) فالأمر جدُّ خطير . والتصدي لعباس العقاد لابد منه ، والتحدث عن عباس العقاد كأديب لابد أن يتوقف ، ومن يروجون لكتبه على أنها نصوص نثرية ذات قيمة أدبية لابد أن يراجعوا أنفسهم من جديد .
المقصود هو بيان أن : عباسُ العقاد كتب العبقريات لشيءٍ آخر .. كتب من أجل ( العظمة ) من أجل ( الإنسانية ) يؤرخ للفردية .كما يقول هو .كتب عن الشاذين عقدياً وكتب عن الكافرين ( غاندي وبنيامين فرنكلين مثلا ) ، كما كتب عن المرسلين والصِّديقين ، فلا داعي أن نحمله على أكتافنا ونقول يدافع عن إسلامنا ، فلا هو ابن أخينا ولا ابن اختنا !!
ثالثاً : هل كان ظلاماً ؟
أحد المدافعين عن العقاد يقول : لم يكن هناك علم بالدين .. كان ظلاماً.!!
وكأنَّ العقاد جاء على فترة من الرسل ، في أمة أمية لم تقرأ ولم تكتب ولم تسمع عن الأولين أو المعاصرين!!
وهو قولُ من لا يعرف . بل قولُ من لا يريد أن يعرف([15]) ، هو قول من يدفع الحقائق لا تكذيباً لها ولا لمن جاء بها وإنما مخافة ما تنطوي عليه !!
عايش عباس العقاد الصحوة الإسلامية في أوجها ، وكانت الأكثر دوياً في تاريخنا المعاصر ؛ كانت تناظر ، وكانت تجاهد ، وكانت منتشرة في كل مكان ، وكانت موصولة بالجماهير تهتف بها فترد عليها من كل مكان .. الهند والعراق واليمن والحجاز والشام والمغرب ومصر والسودان([16]) .
عاصر عباسُ العقاد مَن لا زالوا بيننا أحياء ـ بذكرهم إلى اليوم ـ ، الأستاذ حسن البنا ( مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ) ، وعز الدين القسَّام ، ومحمد شاكر ، ومحمود شاكر ، ومحمد عبد الله دراز([17]) ، ومحمد رشيد رضا ، وعبد الكريم خطابي ( المغرب العربي ) ، وعبد الحميد بادويس ( الجزائر ) . وعاصر عباس العقاد ما حدث للتوجه الإسلامي على يد الأثيم الخاسر عبد الناصر ، وكانت رحاها تدور على سيد قطب وهو صديق العقاد لأربعة عقود وكانا صفاً واحداً في حزب الوفد في العقد الثالث من القرن العشرين . وعاصر أحداثاً أضخم وأكبر مما نحن فيه .. سقوطَ الخلافة الإسلامية ، وتسلل إخوان القردة والخنازير إلى بيت المقدس وفلسطين .
كانت الحركة الفكرية إسلامية كلها ، أو بالأحرى ذات مواضيع إسلامية كلها ـ تؤيد أو تعارض ـ ؛ وكانت الصحوة كبيرة برموزها وجماهيرها ، وعريضة بمساحة انتشارها ، ولم يكن عباس العقاد إلى يوم مماته ضمن المنظومة التي تدافع عن الإسلام أياً كان توجهها ، لم يكن ما أفرزه عباس العقاد من بنات أفكارها ، بل كان من المتحرشين برجالها.!!
إذ كان مجافياً للتوجهات السلفية المعنية بالسنة النبوية ، وينظر بعين الازدراء إلى الدعوة السلفية في نجد ( السعودية ) ([18]) ، واتهم ( الإخوان المسلمون ) بالعمالة للعدو الصهيوني وأسماهم ( خدام الصهيونية) ، وزعم أن الأستاذ حسن البنا من يهود ويعمل لصالح يهود ، وكان هذا في فترة الخمسينيات وقد امتحنوا بأشد بلاء سمع به في التاريخ([19])، وقبل ذلك أسماهم ( خُوَّان المسلمين ) حين قتلوا النقراشي ( باشا) .
وأعرف أن الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ كان من بيت طيب يُعنى بالعلم الشرعي ، وكان سعيه في خدمة الدين ـ والله حسيبه ـ ، وهو عندي خير من ملئ الأرض من أمثال عباس العقاد ، ولكني فقط أبين كيف كان العقاد مع من ينتصرون للدين ، أبين أن العقاد كان عدواً للصحوة ، كما أنه كان بعيداً تماماً عن طرحها وأفكارها وعن رجالها .
والرجل كان يقرأ في أمهات الكتب يعرف البخاري ومسلم ، ويعرف ابن القيم([20]) ، ويعرف أئمة السلف وكثير من مشاهير الخلف ، ويعرف أننا ننقد المتن وننقد السند ولك أن تراجع ما قاله حول قصة وأد عمر لابنته في الجاهلية([21]) يتكلم عن السند والمتن ، يرد المتن بعقله ، ويشكك في السند دون أن يذكر عنه شيء ، فقط بالتخمين والظن . وما يعنيني أنه يعرف أن ثّمَّ متن وسند .. يعرفه جيداً .!!
والشيخ الدكتور صالح سعد اللحيدان([22]) في نقده للعبقريات يعتذر للعقاد بشيء قريبٍ من
هذا .. أنه يجهل المصادر الصحيحة ، أو يجهل التفرقة بين الصحيح وغيره ، وهذا غير صحيح .كان عالماً بها مطلعا على كثير منها ، يدري أن ثمَّ صحيحاً مقبولاً وضعيفاً مردوداً .
أكتفي بهذا ويبقى للقارئ في ذمتي بيان أن العقاد لم يكن ينتصر للدين على الحقيقية في كتاباته الأخرى ( الإسلامية ) التي ليست من العبقريات . وإن شاء الله أبين ذلك بعد حلقتين من الآن . إذ العزم على بيان سوء أدب العقاد في عبقرياته مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين . ثم أبين عِمالة عباس العقاد للفكر الغربي . وبعد ذلك أبين هل انتصر عباس العقاد للدين أم لا وهنا أناقش ما تناثر في كتبه رداً على المستشرقين مما يعدونه دفاعاً عن الإسلام .
مواضيع ذات صلةوبدايةً نتحدث عن عبقريات العقاد باعتبار أنها أوضح وأشهر نموذج لإسلاميات العقاد المزعومة ، ثم نعطف على باقي كتبه التي تتناول مواضيع إسلامية .
******
هل حقاً كانت العبقريات إسلامية ؟
هل كانت نصراً للدينِ وسيدِ المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟
للإجابة على هذا السؤال نتناول أموراً.
أولها : من هم العباقرة عند عباس العقاد ؟!
ثانيها : لماذا كتب عباس العقاد العباقرة ؟!
ثالثها : أكان ظلاماً ؟!
أولا : من هم العباقرة عند عباس العقاد ؟
هم : رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، والمسيح عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ وأبو بكر وعمر وعلي ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ ، ومحمد عبده ، وسعد زغلول ، وابن سينا ، وابن رشد ، وابن عربي ، والحلاج . وغاندي الهندي عابد البقرة ، وبنيامين فرانكلين ( مؤسس أمريكا ) ، و( جيتي 1749م ـ 1832م ) شاعر ألمانيا ، و ( فرنسيس باكون ) و ( شكسبير ) و ( برناردشو )([1])
يجمع العقاد بين سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين رسولِ الله محمدٍ بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسولِ الله المسيح عيسى بن مريم ـ عليه وعلى أمِّه الصلاة والسلام ـ ، والصدِّيق ، والفاروق ، والإمام علي ، والفيلسوف ، والصوفي الملحد ، والسياسي العميل العربيد([2]) ، والمنهزم فكرياً([3]) ، وعابد البقر !
كل هؤلاء يحملون أعلى الأوسمة عند العقاد ( عبقري ) أو ( عظيم ) . ويصرح بذلك في ( عبقرية محمد ) ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول : ( العظماء في جميع الأمم وفي جميع العصور .. يدخل فيهم القديسون كما يدخل فيهم الحكماء ، ويدخل فيهم العلماء كما يدخل فيهم رجال الفنون والمخترعون ، ويدخل فيهم القادة العسكريون والسياسيون ..)([4])
أسأل : ما القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً ؟
بأيهم العقاد معجب ؟
بالشخصية القوية ؟ ، أم بالشخصية المنهزمة التي تدعوا للانهزامية والذل كغاندي الهندي عابد البقرة ؟
بالكافرين والضالين معجب أم بالمؤمنين الصالحين معجب ؟!!
الحقيقة أن كل ذلك أوصاف لا تؤثر عند العقاد في الإعجاب ، فلا هو مأخوذ بالأنبياء المرسلين ، ولا بالمؤمنين الموحدين ، ولا هو مأخوذ بالكافرين ولا بالفلاسفة الملحدين . مأخوذٌ فقط بكل مَن يصنع ( مجداً ) ، بكلِ من يُؤَثِّر في حياة الناس ويكتب عنه التاريخ ، كان مؤمناً أم كان فاسقاً !! فالفسق والإيمان ليس وصفاً مؤثراً عند العقاد . بل إن الكفر والإيمان مضطربان في حس العقاد ، وقد قدَّمت بيان ( التوحيد والأنبياء عند العقاد ) .
ويزداد الأمر بياناً بالنقطة الثانية .
ثانياً : لماذا كَتَبَ العقادُ العبقريات ؟
في مقدمة ( عبقرية محمد )([5]) ـ صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم ـ ذكر أن دافعه لكتابة العبقريات هو رد تطاول الناس على العظماء ، تحت وطأة المساواة التي جرت بينهم اليوم .
وفي مقدمة عبقرية الصديق أفصح العقاد عن تألمه الشديد لما نال العظماء من تطاول في العصر الحديث ، حتى صحَّ عنده أن العظمة في حاجة إلى ما يسمى ( برد الاعتبار ) في لغة القانون ، ولم ينصرف حتى أعلن احترامه واعترافه بالجميل لكل عظيم حتى ولو كان من غير المسلمين ، أو كما يقول هو : من ( عظماء الأديان )([6])
وحال حديثة عن الصديقة بنت الصديق .. حبيبة الحبيب .. أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذكر أن الغرض الأول أو الغرض الذي تنتهي إليه جميع الأغراض من تدوين سير العظماء هو ( توثيق الصلة بين الإنسانية وبين عظمائها وعظيماتها ، والنفاذ إلى الجانب الإنساني من كل نفس تستحق التنويه والدراسة )([7])
وحال حديثه عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أكد أن الذي يعنيه من عرض العبقريات هو (التعريف بالنفس الإنسانية في حالة من أحوال العظمة والعبقرية ) ([8])
وحال حديثة عن ( بنيامين فرانكلين ) بثَّ شكواه من تطاول الكثرة وظهور التخصص على العظماء ، وأعلن أنه إذْ يؤرخ لبنيامين فرانكلين فهو ينقذ العظمة من هجمة الكثرة وظهور التخصصية بإبراز حياة هذا العبقري ([9]). وهو كاذب فلم يؤرخ لبنيامين فرانكلين وإنما علَّق على مذكراته .
نعم لا يشك عاقل في أن عبقريات العقاد لم تكتب أبداً انتصاراً للإسلام ، بل كتبت لغرضٍ آخر هو الدفاع عن ( الفردية ) .. ( العظماء ) .. ( رد هجمة التخصصية ) .. إلى آخر ما يقول هو([10]) ، وهذا ما يفهمه المسوقون لبضاعة العقاد الفكرية ، فمقدم رسالة ( الصهيونية العالمية ) يقول عن العقاد : ( ومن يقرأ كتبه ولا سيما عبقرياته وحملاته ضد الحكم المطلق والمبادئ الهدامة يعرف أنه يدين بالقيم العليا ، ويقيس عظمة الرجال والأعمال بالمقاييس الأخلاقية )([11])
يُقدَّمُ عباسُ العقاد للناس كأديب ، والحقيقة أن عباسَ العقاد كشخص وكنتاج لم يكن أديباً إلا قليلا ، فجل ما تركه لنا أطروحات فكرية وليست أدبية .. بل لا أكون مبالغاً إذا قلتُ إن عباس العقاد أعاد صياغة الشريعة الإسلامية من جديد ، حاول إخراج الإسلام في ثوبٍ جديد ! ؛ لا أنه حاول الانتصار للإسلام كما جاء به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان عليه صاحبته والتابعين لهم .
ما عباس العقاد إلا قراءة جديدة للشريعة الإسلامية ، لا أراه غير ذلك ، ومن قدَّمه لنا يعرفون ذلك بل ويقصدوه ، يقول صاحب دار الكتاب بدولة لبنان في تقديمه للمجلد الخامس والأخير من موسوعة العقاد الإسلامية : ( يتألف هذا القسم من نتاج العقاد ، والذي دعوناه ((بموسوعة العقاد الإسلامية )) من خمسة مجلدات هي العبقريات و (( شخصيات إسلامية )) و (( توحيد وأنبياء )) و (( القرآن والإنسان )) و (( بحوث إسلامية )) ، ويشمل على خمسة وعشرين كتاباً مختلفة ، تؤلف الذخيرة اللازمة للاطلاع على حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة )([12]).
هذا ما يدور في رأس من قدّمه لنا .. يُخرجه لنا لنطلع من خلاله على ( حقيقة الدين الإسلامي وجوهرة ) .. يهدف إلى ( بعث التراث العربي ، وتوجيه الأفكار إليه ، وحمل الجماهير العربية على الإعجاب به والاطمئنان إليه )([13]) كما يقول هو بلسانه.!!
وزد على ذلك أنه إلى يومنا هذا تعقد الندوات والمؤتمرات من أجل تعريف الناس بأفكار عباس العقاد ([14]) فالأمر جدُّ خطير . والتصدي لعباس العقاد لابد منه ، والتحدث عن عباس العقاد كأديب لابد أن يتوقف ، ومن يروجون لكتبه على أنها نصوص نثرية ذات قيمة أدبية لابد أن يراجعوا أنفسهم من جديد .
المقصود هو بيان أن : عباسُ العقاد كتب العبقريات لشيءٍ آخر .. كتب من أجل ( العظمة ) من أجل ( الإنسانية ) يؤرخ للفردية .كما يقول هو .كتب عن الشاذين عقدياً وكتب عن الكافرين ( غاندي وبنيامين فرنكلين مثلا ) ، كما كتب عن المرسلين والصِّديقين ، فلا داعي أن نحمله على أكتافنا ونقول يدافع عن إسلامنا ، فلا هو ابن أخينا ولا ابن اختنا !!
ثالثاً : هل كان ظلاماً ؟
أحد المدافعين عن العقاد يقول : لم يكن هناك علم بالدين .. كان ظلاماً.!!
وكأنَّ العقاد جاء على فترة من الرسل ، في أمة أمية لم تقرأ ولم تكتب ولم تسمع عن الأولين أو المعاصرين!!
وهو قولُ من لا يعرف . بل قولُ من لا يريد أن يعرف([15]) ، هو قول من يدفع الحقائق لا تكذيباً لها ولا لمن جاء بها وإنما مخافة ما تنطوي عليه !!
عايش عباس العقاد الصحوة الإسلامية في أوجها ، وكانت الأكثر دوياً في تاريخنا المعاصر ؛ كانت تناظر ، وكانت تجاهد ، وكانت منتشرة في كل مكان ، وكانت موصولة بالجماهير تهتف بها فترد عليها من كل مكان .. الهند والعراق واليمن والحجاز والشام والمغرب ومصر والسودان([16]) .
عاصر عباسُ العقاد مَن لا زالوا بيننا أحياء ـ بذكرهم إلى اليوم ـ ، الأستاذ حسن البنا ( مؤسس جماعة الإخوان المسلمين ) ، وعز الدين القسَّام ، ومحمد شاكر ، ومحمود شاكر ، ومحمد عبد الله دراز([17]) ، ومحمد رشيد رضا ، وعبد الكريم خطابي ( المغرب العربي ) ، وعبد الحميد بادويس ( الجزائر ) . وعاصر عباس العقاد ما حدث للتوجه الإسلامي على يد الأثيم الخاسر عبد الناصر ، وكانت رحاها تدور على سيد قطب وهو صديق العقاد لأربعة عقود وكانا صفاً واحداً في حزب الوفد في العقد الثالث من القرن العشرين . وعاصر أحداثاً أضخم وأكبر مما نحن فيه .. سقوطَ الخلافة الإسلامية ، وتسلل إخوان القردة والخنازير إلى بيت المقدس وفلسطين .
كانت الحركة الفكرية إسلامية كلها ، أو بالأحرى ذات مواضيع إسلامية كلها ـ تؤيد أو تعارض ـ ؛ وكانت الصحوة كبيرة برموزها وجماهيرها ، وعريضة بمساحة انتشارها ، ولم يكن عباس العقاد إلى يوم مماته ضمن المنظومة التي تدافع عن الإسلام أياً كان توجهها ، لم يكن ما أفرزه عباس العقاد من بنات أفكارها ، بل كان من المتحرشين برجالها.!!
إذ كان مجافياً للتوجهات السلفية المعنية بالسنة النبوية ، وينظر بعين الازدراء إلى الدعوة السلفية في نجد ( السعودية ) ([18]) ، واتهم ( الإخوان المسلمون ) بالعمالة للعدو الصهيوني وأسماهم ( خدام الصهيونية) ، وزعم أن الأستاذ حسن البنا من يهود ويعمل لصالح يهود ، وكان هذا في فترة الخمسينيات وقد امتحنوا بأشد بلاء سمع به في التاريخ([19])، وقبل ذلك أسماهم ( خُوَّان المسلمين ) حين قتلوا النقراشي ( باشا) .
وأعرف أن الأستاذ حسن البنا ـ رحمه الله ـ كان من بيت طيب يُعنى بالعلم الشرعي ، وكان سعيه في خدمة الدين ـ والله حسيبه ـ ، وهو عندي خير من ملئ الأرض من أمثال عباس العقاد ، ولكني فقط أبين كيف كان العقاد مع من ينتصرون للدين ، أبين أن العقاد كان عدواً للصحوة ، كما أنه كان بعيداً تماماً عن طرحها وأفكارها وعن رجالها .
والرجل كان يقرأ في أمهات الكتب يعرف البخاري ومسلم ، ويعرف ابن القيم([20]) ، ويعرف أئمة السلف وكثير من مشاهير الخلف ، ويعرف أننا ننقد المتن وننقد السند ولك أن تراجع ما قاله حول قصة وأد عمر لابنته في الجاهلية([21]) يتكلم عن السند والمتن ، يرد المتن بعقله ، ويشكك في السند دون أن يذكر عنه شيء ، فقط بالتخمين والظن . وما يعنيني أنه يعرف أن ثّمَّ متن وسند .. يعرفه جيداً .!!
والشيخ الدكتور صالح سعد اللحيدان([22]) في نقده للعبقريات يعتذر للعقاد بشيء قريبٍ من
هذا .. أنه يجهل المصادر الصحيحة ، أو يجهل التفرقة بين الصحيح وغيره ، وهذا غير صحيح .كان عالماً بها مطلعا على كثير منها ، يدري أن ثمَّ صحيحاً مقبولاً وضعيفاً مردوداً .
أكتفي بهذا ويبقى للقارئ في ذمتي بيان أن العقاد لم يكن ينتصر للدين على الحقيقية في كتاباته الأخرى ( الإسلامية ) التي ليست من العبقريات . وإن شاء الله أبين ذلك بعد حلقتين من الآن . إذ العزم على بيان سوء أدب العقاد في عبقرياته مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين . ثم أبين عِمالة عباس العقاد للفكر الغربي . وبعد ذلك أبين هل انتصر عباس العقاد للدين أم لا وهنا أناقش ما تناثر في كتبه رداً على المستشرقين مما يعدونه دفاعاً عن الإسلام .
من هو عباس العقاد ؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/123.htm
هل كان عباس العقاد نصرانياً ؟
http://saaid.net/Doat/alkassas/125.htm
التوحيد والأنبياء عند عباس العقاد
http://saaid.net/Doat/alkassas/126.htm
عبقريات عباس العقاد : (1) إنكار للوحي
http://saaid.net/Doat/alkassas/128.htm
عبقريات عباس العقاد : (2) ركوبٌ للكذب واستخفاف بالعقول
http://saaid.net/Doat/alkassas/129.htm
أقدم إليكم اليوم سلسلة العبقريات للكاتب العملاق عباس محمود العقاد وهو فى غنى عن التعريف
حديث عباس محمود العقاد عن جائزة نوبل
http://www.4shared.com/mp3/9u95HPTo/______.htm
عباس محمود العقاد السيرة الذاتية
http://www.4shared.com/office/0_jeNZ-4/____.htm
عباس محمود العقاد..ابراهيم ابو الانبياء
http://www.4shared.com/office/_KHE_QRU/____.htm
الله_عباس محمود العقاد
http://www.4shared.com/office/W2KoPtN0/___.htm
عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم عباس محمود العقاد
http://www.4shared.com/office/meWc16FS/________.htm
العقاد أبو الأنبياء- حياة المسيح- عقائد المفكرين . عباس العقاد
http://www.4shared.com/office/LJYlTbdB/__-__-_____.htm
عباس محمود العقاد..عبقرية عمر
http://www.4shared.com/office/lA22zUbL/___.htm
محمود عباس العقاد .. معاوية بن أبي سفيان
http://www.4shared.com/office/kUgOtR5Z/________.htm
إبليس _ عباس محمود العقاد
http://www.4shared.com/office/-busBhN2/_____.htm
عباس محمود العقاد ، كتاب الله
http://www.4shared.com/office/NAmKISUf/_____.htm
ابن رشد بقلم عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد ، عابر سبيل
عباس العقاد - روح عظيم, المهاتما غاندي
عباس محمود العقاد ، سارة
عباس العقاد - أبوالشهداء الحسين بن علي
عباس محمود العقاد و إبراهيم عبد القادر المازني ، الديوان في الأدب والنقد
عباس محمود العقاد ، الحسين أبو الشهداء
عباس محمود العقاد - العقائد والمذاهب
عباس محمود العقاد ، حياة قلم
عباس محمود العقاد..عبقرية عثمان
http://www.4shared.com/office/MI6iJpM3/___.htm
http://www.4shared.com/office/Y59ExURK/_____.htm
عباس محمود العقاد ، اللغة الشاعرة
عباس محمود العقاد ، شعراء مصر
الانسان فى القران - عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد..المرأة فى الأسلام
عباس محمود العقاد..الصهيونية
عباس محمود العقاد..عبقرية خالد
عباس محمود العقاد ، المذاهب الأدبية والاجتماعية
عباس محمود العقاد ، الفلسفة القرآنية
عباس محمود العقاد ، أشتات مجتمعات في اللغة والأدب
عباس محمود العقاد ..كلمة لابد منها
http://www.4shared.com/office/Y59ExURK/_____.htm
عباس محمود العقاد ..الفصول مجموعة مقالات ادبية
عباس محمود العقاد ديوان أساطير مغرب
عباس محمود العقاد عبقرية الصديق
عباس محمود العقاد المجموعة الكاملة العقائد والمذاهب
عباس محمود العقاد ، المرأة في القرآن الكريم
موسوعة عباس محمود العقاد الاسلامية
عباس محمود العقاد ، رجال عرفتهم
عباس محمود العقاد ، أبو نواس الحسن بن هاني
عباس العقاد - هذه الشجرة
عباس محمود العقاد ، فاطمة الزهراء والفاطميون
http://www.4shared.com/office/SXmxBd6Z/______.htm
عباس محمود العقاد..ساعات بين الكتب
http://www.4shared.com/office/o7Gvzzjv/____.htm
عباس محمود العقاد ..مع عاهل الجزيرة العربية
http://www.4shared.com/office/3_lW3bGC/______.htm
عباس محمود العقاد ، الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام
http://www.4shared.com/office/kAdMinbp/________.htm
عباس محمود العقاد ، خلاصة اليومية والشذور
http://www.4shared.com/office/p04p-MQS/______.htm
عباس محمود العقاد ، الشيخ الرئيس ابن سينا
http://www.4shared.com/office/q44TUUVO/_______.htm
العقاد ، عباس محمود ، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
http://www.4shared.com/office/b94xJCDf/________.htm
عباس محمود العقاد ، ضرب الإسكندرية في 11 يوليو
http://www.4shared.com/office/yopnCRo0/_______11_.htm
عباس محمود العقاد ، عمرو بن العاص
http://www.4shared.com/office/3BFiguM-/______.htm
عباس العقاد بين اليمين و اليسار
http://www.4shared.com/office/5R_q9iBo/_____.htm
ابن رشد بقلم عباس محمود العقاد
http://www.4shared.com/office/WP98R26F/_____.htm
http://www.4shared.com/office/fCiSEaFg/_____.htm
العقاد ، عباس محمود ، الأعمال الكاملة ج01 العبقريات الإسلامية
01
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج5
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج6
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج11
http://www.4shared.com/office/oW5l_m7m/______22.htm
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 9و10و11و12
http://www.4shared.com/office/SXmxBd6Z/______.htm
محمود عباس العقاد .. أثر العرب في الحضارة الأوربية
عباس محمود العقاد الاسلام فى القرن العشرين
عباس محمود العقاد..فلسفة الثورة فى الميزان
عباس محمود العقاد - جحا الضاحك المضحك
عباس محمود العقاد محمد عبدة عبقرى الاصلاح
عباس محمود العقاد ، رجعة أبي العلاء
عباس محمود العقاد..التفكر فريضة أسلامية
عباس محمود العقاد - الصديقه بنت الصديق
عباس محمود العقاد..هدية الكروان
http://www.4shared.com/office/65lrc1xp/___.htm
عباس محمود العقاد..حياة المسيح
http://www.4shared.com/office/cIRVQ4Fj/___.htm
http://www.4shared.com/office/65lrc1xp/___.htm
عباس محمود العقاد..حياة المسيح
http://www.4shared.com/office/cIRVQ4Fj/___.htm
عباس محمود العقاد..ساعات بين الكتب
http://www.4shared.com/office/o7Gvzzjv/____.htm
عباس محمود العقاد ..مع عاهل الجزيرة العربية
http://www.4shared.com/office/3_lW3bGC/______.htm
عباس محمود العقاد ، الشيوعية والإنسانية في شريعة الإسلام
http://www.4shared.com/office/kAdMinbp/________.htm
عباس محمود العقاد ، خلاصة اليومية والشذور
http://www.4shared.com/office/p04p-MQS/______.htm
عباس محمود العقاد ، الشيخ الرئيس ابن سينا
http://www.4shared.com/office/q44TUUVO/_______.htm
العقاد ، عباس محمود ، حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
http://www.4shared.com/office/b94xJCDf/________.htm
عباس محمود العقاد ، ضرب الإسكندرية في 11 يوليو
http://www.4shared.com/office/yopnCRo0/_______11_.htm
عباس محمود العقاد ، عمرو بن العاص
http://www.4shared.com/office/3BFiguM-/______.htm
عباس العقاد بين اليمين و اليسار
http://www.4shared.com/office/5R_q9iBo/_____.htm
ابن رشد بقلم عباس محمود العقاد
http://www.4shared.com/office/WP98R26F/_____.htm
عباس محمود العقاد ، في بيتي
عباس محمود العقاد ، عالم السدود والقيود
عباس محمود العقاد ، داعي السماء.. بلال بن رباح
عباس محمود العقاد سعد زغلول
(2) عباس محمود العقاد..مسألة العنصر
عباس محمود العقاد..فرنسيس باكون مجرب العلم والحياة
عباس محمود العقاد..والمازنى..الديوان
عابر سبيل لمحمود عباس العقاد
عباس محمود العقاد ، مطلع النور
عباس محمود العقاد..مجمع الاحياء..الانسان الثانى
دائرة المعارف - عباس محمود العقاد
عباس محمود العقاد..بنجامين فرانكلين
عباس محمود العقاد..على الأثير
عباس محمود العقاد..الرحالة عبدالرحمن الكواكبى
http://www.4shared.com/office/fCiSEaFg/_____.htm
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج1
العقاد ، عباس محمود ، الأعمال الكاملة ج01 العبقريات الإسلامية
01
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج2
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج3
عباس محمود العقاد المؤلفات الكاملة العبقريات الاسلامية مجلد4
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج5
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج6
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج7
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج9
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج10
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج11
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج12
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج13
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج14
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج15
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج16
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج17
العقاد ، عباس محمود ، الأعمال الكاملة ج18 تراجم وسير 4
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج19
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج21
عباس محمود العقاد المجموعة الكاملة السيرة الذاتية مجلد22
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج23
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج24
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج25
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج26
عباس محمود العقاد ، المجموعة الكاملة ج22
http://www.4shared.com/office/oW5l_m7m/______22.htm
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 1و2و3
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 4و5و6و7
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 9و10و11و12
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 13و14و15و16
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 17و18و19
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 21و22و23
عباس محمود العقاد الاعمال الكاملة مجلد 24و25و26
واشكر كل من رفع هذه الكتب
لتكون فائدة للجميع ولكل من يبحث عنها
وجزاهم ربي الفردوس الاعلى
ومثواهم الدارين
لتكون فائدة للجميع ولكل من يبحث عنها
وجزاهم ربي الفردوس الاعلى
ومثواهم الدارين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق