الاثنين، 7 مايو 2012

توقعات ومشاعر ورسائل





 توقعات ومشاعر ورسائل

حزبنا حزب عظيم في تراثه وسيرته ومنجزاته وتوجهاته القومية والإنسانية
 ويؤلمني قلبي كثيراً عندما أسمع دعوات الأعداء ومن سار في فلكهم
 وأعماه الهوى والضغينة لتغيير اسم هذا الصرح النضالي الذي نحن جزء منه
 وهو جزء من شعب العراق ومحيطه العربي .

( صدام حسين في المعتقل )



::

 في أحاديث عديدة, أبدى الرئيس صدام حسين توقعات وأعرب عن مشاعر إزاء أشقائه وأبنائه العراقيين. ثم تحدث عن رسائل معينة فقال :

 " ما أتوقعه أن حكومة أخرى ستأتي بعد حكومة المالكي, ثم سيأتي بوش أو الحكومة الأمريكية إلى طرق الباب الصحيح. وسيجلبون أناساً أو تشكيلة من خارج حزب البعث ويقولون إن هذه هي الحكومة التي تمثل الشعب. وأعتقد أن هذا سيحدث في غضون الستة أشهر القادمة ".

 " قبل أربعة أيام (28/9/2006م), كنت أتكلم مع رفاقي المعتقلين في بناية المحكمة, فقلت لهم إذا انتهت هذه الأزمة وتحرر العراق, فسيكون الأمر على الوجه التالي :

بيـــان النصــــر :

1-البيان الأول : من يعد إلى العراق فعفا الله عما سلف بمن فيهم من وشى على أبناء صدام حسين أي إسقاط كل الذي حصل نهائياً .

2-البيان الثاني : من يرفع السلاح فقاتلوه حتى الموت إلا إذا سلّم, فيعامل طبقاً لقانون الجريمة. لأنه لا يمكن لنا أن نتغير من حازمين إلى رقعة ( حمقى ). فهذا غير ممكن. إنما ننذر, نوجه, نسامح, ولكن الحزم لا بد منه .

 " ذات يوم, أحسست من معتقلي هنا أن هناك وضعاً غير اعتيادي في بغداد, وحين استفسرت, قالوا إن الحكومة وضعت خطة أمنية. ضحكت. تصوروا, بعد أكثر من ثلاث سنوات من الاحتلال يريد الأمريكان والحكومة العميلة أن يضعوا خطة أمنية. وجاءوا بتعزيزات أمريكية في الأنبار, فماذا فعل لهم جيش ال 150000 حتى تفعل لهم هذه الفرقة أو الكتيبة, فبغداد تسرطهم وتسرط ألف مثلهم ( تبلعهم ). وأقول للذين يريدون أن يضعوا دستوراً, إن أي تصرف مع وجود الاحتلال هو إقرار بالاحتلال. وأقول لهم : اللي مو شعبه وياه ما يكدر يسوّي شي . وفي العراق لم يحصل منع تجوال في أي يوم من الأيام منذ ثورة 17-30 تموز 1968. إنني أتألم على الدماء التي تسيل من شعبنا, فهي عزيزة علينا. وأنا أفهم شعبي أكثر من غيري لأنني قاتلت به إيران, ويهمني أن ينتصر شعبي ومقاومة العراق وتنتصر الأمة, فماذا تعني الحياة مع الذل, ونحن عيشة بذّله ما نريدها, جهنم بالعز أطيب منزل. هكذا قال الأولون.

 " قبل مجيئي إلى الحكم, كان الناس يعيشون في فقر, فأمّنت لهم حياة كريمة. وصدام إلى الآن يعيش على راتب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة, وأخجل من نفسي ومن رفاقي أن أطلب منهم أن يعدلوا راتبي. عندما كانت الطماطة ( البندورة ) يرتفع سعرها, كان صدام لا ينام الليل. أما الآن .."


وخـــاطب المحاميــن قائــــلاً :

 " قولوا للعراقيين أنتم عشتم شعباً واحداً, فعليكم أن تعيشوا هكذا وعليكم أن تعملوا على طرد الأجنبي. وإذا ما قدر لي أن أعود, فإنني أستطيع أن أجعل العراق يزدهر من دون معاونة أحد وخلال سبع سنوات وأفضل من الساعة السويسرية. لكن إذا كان الأمر بمساعدة أحد ما, أجعله يزدهر خلال خمس سنوات. وأعتقد أن الأمريكان لن يمدوا يدهم لتدمير أية دولة لمدة خمسين عاماً قادمة. والقبضة الأمريكية ستكون قبضة زائلة بسرعة عكس الامبراطوريات السابقة ".



 " أسألكم دائماً عن الشعب وأخباره عندما تزورونني. وأقول لكم باللهجة العراقية بحيل الله وحياتكم حتى عظامي اتحاربهم وتحرر العراق, فالبدوي بعد أربعين سنة أخذ ثأرة وقال استعجلت .. خلص استنفرت فينا الحالة .. شلون مدينة الرماح, لقد عشت مع رجالها, وهم يقدمون تضحيات عالية. إن ما يزعجني هو أن يتقاتل أبناء شعبنا بفتنة طائفية. لم يكن يهمني إن كان الإنسان حزبياً أو غير حزبي, شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو غير ذلك, إذ لا تعنيني الخلفيات الضيقة. وقد قلت يوماً لرئيس الديوان أحمد حسين, عليك أن تتعامل مع الناس على أساس عراقية الإنسان, والمعرفة الخلفية ضرورية لكن نتعامل فقط على أساس الاستحقاق. وعندما أتحدث عن الصفويين أقول إنهم ليسوا مخدوعين لأن علاقتهم بإيران تجعلهم يسلكون هذا الطريق المعادي للشعب, فالعمل السري من طرفهم لا يمثل الحقيقة, إذ ليس كل عمل سري هو عمل وطني, خاصة إذا كان الشعب ينحاز للطرف الآخر الذي تحاربهم هذه الجماعة السرية التي تقيم بأعمالها السرية هالة من حولها. وربما من الضروري أن تحكم زمنا لكي تنكشف على حقيقتها, وهذا مقدر من رب العالمين. حتى من قيل عنهم إنهم " إرهابيون " مثل الزرقاوي وغير الزرقاوي, فإن أعمال هؤلاء نعتبرها أقل سوءاً من تصرفات هؤلاء الحاقدين .

" أما عن نظرتي للمستقبل كما أراه, فأقول: إذا اعترف بوش بخطئه, فعليه أن يصلح ما أفسده .. وأمريكا ستخسر الكثير حتى تعرف ثمن جرائمها. وبرأيي فإن الشعوب لن تفيدها الرأسمالية ولا الشيوعية. وإنما العدالة هي ضمانة استقرار الشعوب. أما عن بريطانيا, فلقد كنت أتحدث مع رفاقي بأنه قد يظهر من داخل حزب العمال من يسعى لإنقاذ هذه الحزب وليس لإنقاذ شخصية بلير. وهذه طريقة ذكية للتخلص من عبء المسؤولية وتخليص الحزب منها. هذا ما حصل وسيحصل في بريطانيا. والجمهوريون في أمريكا يعملون بهذا الخط ".


جلال طالباني

رسالــة الرئيــس إلـــى طالبانـــــي ؟

 أعلن جلال طالباني في وقت لاحق من اعتقال الرئيس, استعداده لاستضافة عائلة الرئيس. وقد وصلني عن طريق المحامي الأستاذ خميس العبيدي ( الذي اغتالته المليشيات الموالية لإيران لاحقاً ), أن جلال طالباني يود لقاء رئيس هيئة الدفاع ونائبه المحامي خميس العبيدي. وقد أبلغنا الرئيس صدام حسين لاحقاً حول رأيه في الموضوع فقال :

 " إنني أرى بأن مجرد الإعلان عن استعداده لاستضافة عائلتي في شمالي العراق, ينطوي على رغبة صادقه إذا كانت مرتبطة بقرار. وهذا يستحق أن ينظر إليه بتقدير. أما بخصوص مقابلة رئيس الهيئة ونائبه, فالأمر متروك لكما. ونقول ربما يكون السيد جلال قد اعتقد أو حدس أن الأمريكان قد وصلوا إلى قناعة بأن العراق يتمزق من دون صدام حسين, فاحتمال معالجة هذا الموضوع بجدية من قبلهم وارد, إذا ظنوا أن تمزيق العراق أو سيطرة إيران في العراق يهدد مصالحهم. فإذا كان جلال قد لمس هذا الموقف أو يتوقعه, فإن تقربه جزء من منهجه. وإذا طلبكم لمقابلته, فقولوا له :

 " إن صدام يسلم عليك ويقول لك : إن العراقيين يمكن أن يختلفوا في ما بينهم, ولكن الأجنبي يستغل هذا الاختلاف لإشعال نار الاحتراب بينهم. وأنت تعلم بأن صدام حسين أكثر ما يؤذيه أن يحترب العراقيون فيما بينهم تحت أي مسمى. وعليه, فإنني أبقيت الحالة في كردستان على ما تعرفون من غير اتفاق مسبق معكم, ولم تستخدم القوة العسكرية إلا في قضية أربيل, وأنتم تعرفون الأسباب. وإنني أقدر موقفكم في إطفاء الفتنة بين العراقيين, وإن كنت, كعادتك, لم تحسم موقفك لحد الآن ضمن حسابات سياسية خاصة ".

 لكن المقابلة المشار إليها لم تتم, وبذلك لم يتم إيصال رسالة الرئيس إلى جلال طالباني .





صدام حسين وجلال طالباني

 ويكمل الرئيس الحديث رداً على تساؤل حول جلال طالباني, فيقول :

 " إن جلال رجل ذكي, ولكنه أحياناً يستعجل الأمور في بعض القضايا .. ليس لدي الكثير لأقوله لأنني داخل السجن, ولو لم أكن فيه, لكان لدي أشياء كثيرة أقولها كذلك للسيد مسعود البرزاني, فإذا قلتها الآن, فسيُفسر بأنه ضعف مني كوني سجين .



اعتـــــزاز بالعــــرب والعراقييـــــن :

 " سلامي للأنبار البطلة, أما السماوة والديوانية والعمارة, فإنني سعيد بهم وهم صلب العرب. وأقول لكم أشبعوني من أخبار شعبي. إنني سعيد بموقف الإمام الحسني لأنه أعلن بوضوح أنه مع المقاومة. أما الإمام البغدادي, فقد قلت لرفاقي إن البعثيين سينضمون إليه لأنه لا يفرق بين فئات الشعب .

 وأقول لكم إن التخريب الذي حصل في العراق, سيجعل شعبنا ينهض من جديد أكثر حماسة للبناء. فالإعمار سيزدهر والبلد سيتنور بإذن الله. سلامي إلى كل العرب وعلى الأخص شعبنا الأردني العربي الأصيل. وهنا أؤكد لكم أن العراق سيبقى عظيماً كعهده. وما زلت أذكر مراهنة القائد المؤسس من أن العراق سيحمل راية العروبة وسيكون بلداً مميزاً. وكانت فراسته في مكانها. فليرحمه الله, وسلامي وتقديري لعائلته الكريمة ".

 ويصمت الرئيس برهة, كان العراق يحضر دائماً بيننا بكل محافظاته ومدنه ورجاله الأبطال ونسائه الماجدات و .. و .. وبالذات تحضر الأنبار أكثر من صلاح الدين. ويقول :

 " الأنبار عدلت عقالنا عندما مال عام 1991. والآن فإن الأستاذ خليل وربعه يحاولون أن يشيلوا العقال ويرجعوه على رؤوسنا. إنهم مع كل العراقيين مفخرة كبيرة لنا. وكانت محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالي ونينوي, من أوائل المحافظات التي رفعت السلاح لأجل تأميم النفط ". ويكمل الرئيس :

" إنني لا أتكلم كثيراً عن محافظة صلاح الدين لاعتبارات معروفة فالمفروض إذا قاتل ابن ديالي مرتين, فعلى صلاح الدين أن تقاتل أربع مرات. لذلك فإن الإعمار, ضمن هذه الملاحظة, كان آخر ما يصل إلى صلاح الدين. وفي العوجة, وهي قرية, قلت لهم إنني لا أقبل إعطاءها أسبقية على باقي قرى العراق, وحتى قرار تحويلها إلى ناحية, ألغيته بنفسي .

 سلّموا لي على الفلوجة والبصرة الفيحاء والبيجي, وغيرها من مدننا الحبيبة, وقولوا للشيوخ في الفرات الأوسط إن تاريخكم عظيم وعروبتكم صائبة. وسلموا لي على الشيخ حارث الضاري وعفيه عليه. وسلموا لي على عشيرة البو عامر وعلى شيخها. وأقول عن شعبنا الكردي, كنت أفرح عندما أجد قائداً من الأكراد, فأبقى أتابعه حتى يصبح قائداً مرموقاً. وعندما كنت أقرأ طلبات شعبنا في الشمال, أجد تواريخ الطلبات تشير إلى تواريخ قديمة, لأنهم كانوا يتوقعون أنهم سيقابلونني ذات يوم ".



 تمر لحظات صمت, يسرح فيها خاطري, وأتذكر أيام كان الرئيس يخاطب الشعب في المناسبات الرسمية وغيرها, بعضها أذكره والبعض يروى في مجالس القرى. كان يقول:" إن بعض الناس في العراق, وبسبب نهب الاستعمار لثرواتهم قبل تأميم النفط, كانوا فقراء جداً, وكانوا حفاة. فكان البعض ممن يعيشون في المدن. خاصة بعد التأميم, يتضايقون والبعض غير مصدقين هذا الكلام لأنهم يعيشون في المدن ". لكنني أقول بصدق, ورغم حداثة سني آنذاك, كنت حافياً في معظم الوقت في عامي 1968 و 1969. وكان الناس لا يملكون شيئاً. وكنا حتى نهاية الستينات ندرس ونقرأ على الفانوس, ومن دون ماء نظيف أو خدمات صحية لائقة. لكن العراق, في عهد صدام حسين, انتقل إلى مصاف الدول المتقدمة على كافة المستويات المعروفة للجميع ".


رسالـــة إلـــى التيــــارات الوطنيــــة :

أخبرت الرئيس عن التيارات الوطنية التي ظهرت في العراق والتي ترفض الاحتلال, وعما أشيع عن دعم حزب البعث للبعض منهم, فرد :" إنني داخل السجن, ولا أعرف موقف أخواني في الخط العام. ففي الخط العام للحزب, ينبغي للحزب أن يدعم جميع التيارات التي لا صلة لها بإيران, ويجب أن يحث كل التيارات التي تعمل على وحدة العراق للتوحد ضمن منهج مناهض للاحتلال. لذا علينا أن نتعاون معهم ونشجعهم ".



البعــــث والمستقبـــــل :

 ويتحدث الرئيس صدام حسين عن تصوراته لحزب البعث في المستقبل فيقول :
 " حزبنا حزب عظيم أغنى بفكره ونضاله المسيرة. وبقدر ما يكون الكم مطلوباً لمرحلة ما. فإنه يكون أحياناً مضراً وعبئاً على المسيرة وعلى كاهل الحزب إذا كان الكم مبنياً على أسس غير صحيحة, أو معبأ تعبئة غير صحيحة. لكننا بعد هذا المخاض العسير, وبعد تحرير العراق, نقول إذا خرج بإذن الله مائتا مناضل مؤمن إيماناً مطلقاً وعلى أسس من الشجاعة والثقة بالنفس, يكون هذا ما ننشده. فوجود الكم غير الجيد, ولا نقول السيء, لأن حزبنا لا يضم في صفوفه إلا الخيرين, هذا الكم إن وجد مع النوع الجيد في خندق واحد, فمن المؤكد أن سيثقل كاهل الخيرين المؤمنين إيماناً مطلقاً, وسيؤدي إلى سيء من الاختلال أو لا سمح الله تداخل الصفوف, فمطلوب من حزبنا في المرحلة القادمة, التأكيد على النوع مع عدم إهمال الكم الجيد. رغم أنني أومن بأن المرحلة القادمة بعد التحرير, سوف يكون مع حزبنا أحزاب أخرى. فالعراق لمن يحرره, وخنادق القتال الآن لتحرير العراق مليئة بالأبطال من غير البعثيين ".



رسالــة إلـى الأستـاذ عزّه الدوري : البعــث والإيمـــان :

 وفي 13/9/2005, بعث الرئيس الأسير صدام حسين إلى أخيه ورفيق دربه عزّه الدوري رسالة شفوية مهمة هي :

 " قل لهم يا أبا أحمد إن الشيعة هم جزء مهم من شعبي, ولولا الشيعة لما انتصرنا في حربنا مع إيران. فلا تضعوا اللوم على الشيعة بسبب تصرف الخائنين منهم. وأرجو أن توضحوا لكافة التيارات والفصائل الدينية إن من أكبر الأخطاء, الافتراض بأننا خصوم, أو أننا أعداء لهم. ورؤيتنا قديمة, ولن نختلف معكم وخاصة في أمور الدين. فنحن في ذلك, الدولة الوحيدة التي تلتزم بالوازع الأخلاقي والديني والعرفي. بالإضافة إلى رعايتنا للأيتام والجانب الاجتماعي في العراق. ونحن الدولة الوحيدة التي لم تترك للأجنبي فيها أي نفوذ, والعراق هو الدولة الوحيدة التي عممت دراسة الدّين من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية, وعلى كل من هو مدير عام فما فوق, وكل عضو فرقة صعوداً, وعلى كل القضاة. والعراق كذلك منع الخمّارات, ووضع عقوبة للإفطار العلني في رمضان, وكذلك عقوبة الحنث باليمين ".


 " قل لهم كنا ندعو إلى الإيمان, ونحن لسنا حياديين في ذلك, وكان نهجنا عدم زج الدولة في المذهبية ".








ليست هناك تعليقات: