الثلاثاء، 17 أبريل 2012

::


 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (٩) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (١٠) نَارٌ حَامِيَةٌ (١١) .

 صدق الله العظيم



صدام حسين في ميزان التاريخ ..

 بقلم : أسير من رفاق صدام حسين



...... إذا كتب تاريخ أحداث القرن العشرين بإنصاف وموضوعية , سيُذكر صدام حسين كواحد من أعظم قادة هذه الحقبة .

 إذا كُتب تاريخ الأمة العربية في هذه المرحلة , سيُذكر صدام حسين كأحد أعظم قائدين عربيين هو وجمال عبدالناصر .

....... وكما رأينا الكم الهائل من التُهم والإساءات التي وجهت إلى جمال عبدالناصر في حياته وبعد مماته , نجد مثلها بل أكثر وأشد ضراوة منها وجه إلى صدام حسين .

 لقد أُتهم صدام حسين بأنه دكتاتور وجلاد وحاكم أغرق بلاده في حروب عديدة قُتل فيها مئات الألوف من العراقيين والإيرانيين وغيرهم , كما بدد ثروة بلاده في هذه المغامرات وفي بناء القصور وما شاكل ذلك من التُهم المعروفة .

 ومن المعايير التي لا تقبل الخطأ في هذه الحياة وفي تقييم أنظمة الحُكم قديماً وحديثاً , هي التعرف أولاً على أولئك الذين وجهوا أو يوجهون مثل هذه التُهم من العراقيين والعرب والأجانب .

 ولعل المعيار الصحيح لمعرفة الحقيقة في هذا الشأن هو القول الشهير لأعظم شعراء العرب ( أبو الطيب المتنبي ) الذي قال :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ....... فهي الشهادة لي بأني كملُ

 فمن هُم فرسان هذه الحملة الشعواء التي استمرت عدة عقود من الزمن وما تزال مستمرة بعد اغتيال صدام حسين واستشهاده ؟

 أول هؤلاء هم اليهود والصهاينة من حُكام إسرائيل ورجال الدعاية فيها وأنصارهم من الأجانب وخاصة في الولايات المُتحدة الأمريكية وأوروبا .

 وإذا عرفت هذه الحقيقة وهي حقيقة ثابتة , يُمكنك بسهولة أن تعرف السبب وينطبق هذا على صدام حسين كما ينطبق على جمال عبدالناصر .

..... إن اليهود الصهاينة في إسرائيل وحلفاءهم من الأجانب أدركوا بدون أي شك أن جمال عبدالناصر وصدام حسين هما أخطر قائدين عربيين على إسرائيل , فكُل واحد منهما في زمانه كان هو العدو رقم واحد لإسرائيل .

 وإذا كان كذلك فلا بُد من تدمير هذا العدو .
 سأعطي مثلاً بسيطاً جداً , كان جمال عبدالناصر رجلاً جميل الطلعة وطويلاً ورشيقاً وذا سمات مُحببة لمن ينظر إليه وكذلك كان صدام حسين من أجمل الرجال قامة ووجهاً وطلعةً .

 وكانت الصحف الغربية المتصهينة وصحف الأعداء من العرب تنشر اضطراراً صور هذين القائدين في بعض المناسبات .. ولكن كان هُناك دائماً سلاح الكاريكاتير .

 وعبر حياة هذين الرجلين العربيين العظيمين , كانت الصحف إياها تنشر من الكاريكاتير أضعاف أضعاف ما تنشره من صور لهما .

 ولكنك عندما تنظر إلى الكاريكاتير الذي يصور جمال أو صدام, ستجد رجلاً ذا ملامح وحشية , مُترهل الجسم , مُرعب النظرة .

 والكاريكاتير عن جمال وصدام هو ما كان مطلوباً أن يُشاهد من قِبل الناس وحاصة في الغرب , فالذي يُشكل خطراً على إسرائيل والصهيونية , لا بُد أن يُدمغ بالوحشية والقُبح وسوء الطبيعة .

 وهكذا تحول أجمل قائدين عربيين في عصرهما إلى أبشع رجُلين .

 وإلى جانب حقد اليهود الذي ذكرناه على صدام حسين وجمال عبدالناصر , كان وما يزال هُناك حقد يهودي على العراق يرجع إلى عهد نبوخذنصر وبابل , وقد يبدو هذا الكلام بعيداً عن الواقع ومُتطرفاً ولكنه الحقيقة .
 إن العملية الإسرائيلية التي قامت بها إسرائيل لتدمير المُفاعل النووي العارقي عام 1981, أطلق عليها بيغن رئيس وزراء إسرائيل آنذاك إسم ( بابل ) تذكيراً بسبي اليهود إلى بابل في عهد نبوخذنصر .

...... وإلى جانب الحقد اليهودي المعروف الأسباب , كان هُناك حقد فارسي خاص ضد العراق وبالتالي ضد صدام حسين .

 لقد كان الفُرس يتطلعون عبر التاريخ إلى السيطرة على بلاد وادي الرافدين , وقبل ظهور الإسلام كان الفُرس يسيطرون على العراق , وقد حرر العرب المسلمون العراق من الهيمنة الفارسية في معركة القادسية , ولربما يقول البعض ما صلة هذا بالجمهورية الإسلامية الإيرانية , فأقول إن لذلك صلتين أساسيتين أولهما : النزعة العنصرية الفارسية التوسعية التي عانى منها العراق عبر التاريخ والتي بقيت في بلاد فارس حتى بعد قيام الجمهورية التي سُميت بالإسلامية .
وثانيها : طبيعة ما يُدعى بالجمهورية الإسلامية الإيرانية , ولربما يظن البعض أن حقد إيران على صدام حسين كان نتيجة للحرب العراقية - الإيرانية .

 ولكن عندما كان خُميني في باريس قبل الثورة , سأله أحد الحفيين الأجانب من هم أعداؤك ؟ فأجاب خُميني .. أعدائي هم أمريكا والشاه صدام حسين .

 وكان صدام في ذلك الوقت ما يزال نائباً للرئيس , ولم يكُن هُناك حرب بين العراق وإيران
 فلماذا يستهدف خُميني العراق وصدام حسين حتى قبل أن يصبح صدام حسين رئيساً , وإن كان معروفاً آنذاك أنه القائد الفعلي للنظام .

 والسبب الثاني يعود إلى نظرية خُميني التى بنى عليها نظامه وهي ( نظرية ولاية الفقيه ) ,إن ولاية الفقيه تعني أن الفقيه الذي يأتي للقيادة ( وهو خُميني ) , سيكون نائب الإمام المهدي المُنتظر , وبالتالي قائد المُسلمين الشيعة في العالم , وبدون ذلك لا يكون كما يدعي نائباً للإمام المهدي , ولا يمكن لفقيه فارسي أن يكون قائداً للشيعة في العالم حتى لو أصبح حاكم إيران إذا لم يسيطر على المراكز الرئيسية التي تُشكل رموز المذهب الشيعي ( الجعفري ) وهي النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء .

 إن نائب الإمام يجب أن يكون السيد والمرجع في هذه المواقع الرمزية الأساسية , وهذه المواقع هي مواقع عراقية , ولا بد من السيطرة عليها حتى تكتمل صفات نائب الإمام.

 إذن لا بد من إزاحة حزب البعث وقيادته من العراق , والسيطرة على هذه الأجزاء من العراق , بل إن هذا الهدف يفسر حالياً كثيراً من المواقف السياسية والتحالف بين الحزبين الشيعيين ( الدعوة والمجلس الإسلامي ) مع الحزبين الكرديين الديمقراطي والإتحاد الوطني الكردستاني يفسر هذا الهدف , فما دام الحزبان الكرديان مستعدين لتسليم السلطة لهذين الحزبين الجعفريين في هذه المواقع الرمزية الأساسية , فلا مانع أن يعطي هذا الحزبان الشيعيان الرئيسيان الحزبين الكرديين ما يطلبانه من بقية العراق , وهذا يُفسر المواقف حالياً حول كركوك ونينوي وديالي .

ليست هناك تعليقات: