الأربعاء، 31 أغسطس 2011

شكسبير العاصفة





مسرحية في خمسة فصول للشاعر الإنجليزي وليام شكسبير وهي آخر أعماله عالج فيها قضية القدر والارادة الإنسانية ومن خلالها نرى بروسبيرو البطل يحرك كل الأحداث متسلحا بمعرفت الهائلة بالسحر وقد رسم شكسبير من خلال شخصيته ظلال الشخصيات الأخرى وتعد هذه المسرحية ضمن المسرح الأخلاقي أين تنتصر قوى الخير في النهاية.



عـرض النـص

في جزيرة ما بالبحر، كان يعيش رجل عجوز، اسمه بروسبيرو مع ابنته ميراندا، وهى فتاة جميلة جدا. كانا يعيشان في كهف من الصخور، مقسم إلى عدة اقسام، منها قسم كان يسميه بروسبرو ركن القراءة. حيث يحتفظ فيه بكتبه التي تهتم أساسا بالسحر ؛ هذا النوع من المعرفة الذي كان ذا نفع كبير له. والصدفة المحضة هي التي ألقت به فوق هذه الجزيرة، التي كانت تحت سيطرة ساحرة تدعى سيكوراكس وقد استطاع بروسبيرو بواسطة قوة ما اكتسبها من فن السحر، أن يطلق سراح العديد من الجان الطيبين، التي قامت سيكوراكس بحبسهم داخل جذوع أشجار كبيرة، لأنهم رفضوا أوامرها الشريرة. وأصبح هؤلاء الرجال الطيبون طيعين له ورهن اشارته دائما. وكان من ضمن هؤلاء رئيسهم آريل. ولم يكن (آريل) المرح، شريرا بطبيعته، إلا أنه كان يسعد جدا لمداعبة مسخ دميم يدعى (كاليبان)، مداعبة ثقيلة، وذلك بسبب كراهيته له لأنه ابن عدوته القديمة (سيكوراكس).. وقد وجد بروسبيرو كاليبان هذا في الغابة، وهو كائن غريب مشوه، أبعد ما يكون عن شكل الإنسان، وأقرب إلى شكل القرد. فأخذه معه في الكهف، وعلمه الكلام ؛ ورغم عطف بروسبيرو عليه، إلا أن طبيعته الشريرة التي ورثها عن أمه سيكوراكس، لم تسمح له بتعلم أى شيء طيب أو نافع. لذلك كان يستخدم كالعبد، لاحضار الخشب، والقيام بالأعمال المجهدة ؛ وكانت كل مهمة آريل تنحصر في اجباره على القيام بتلك الأعمال. ولما كان كالبان كسولا ولا يرغب في القيام بعمله، فقد كان آريل (الذي لا يراه أحد سوى بروسبيرو) يأتى من خلفه ويقرصه، وأحيانا يلقى به في الطين ؛ عند ذلك، يظل آريل على هيئة قرد يقلب شفتيه سخرية منه. ثم يبدل هيئته في سهولة، ليصير قنفدا، ويقذف بنفسه في طريق كالبان، الذي يفزع من أشواك القنفد التي قد تصيب قدميه العاريتين.. وبكثير من هذه الألاعيب كان آريل يداعبه، عندما كان كالبان يفشل في أداء مهمة يكون بروسبرو قد كلفه بها. ولما كان بروسبرو يتمتع بطاعة هؤلاء الجان، فقد كان في مقدوره وبواستطهم أن يأمر الريح، وأمواج البحر لتثور. واطاعة لأوامره فقد أثاروا عاصفة هوجاء ؛ وجعل ابنته ترى في وسطها سفينة كبيرة تصارع أمواج البحر الشرسة، التي تكاد تبتلعها في أى لحظة ؛ وقال لها أبوها، ان هذه السفينة مليئة بمخلوقات مثلهم.
فقالت الفتاة :

"أوه، يا أبى العزيز، إذا كنت بفن سحرك قد أثرت هذه العاصفة الفظيعة، فأرجوا أن تضع حدا لمأساتهم الحزينة وتشفق عليهم.. أنظر !.. ان السفينة على وشك أن تتحطم إلى أشلاء. ياللمساكين ! سوف يغرقون جميعا.. لو كانت لدى القدرة، لأمرت البحر أن ينحسر، حتى لا تتحطم السفينة، بكل تلك الأرواح الغالية الموجودة عليها".

فقال بروسبرو :

"ان الأمر ليس بهذه الخطورة، يا ابنتى ميرندا، لن يصيبهم أى ضرر، فلقد أصدرت أوامرى توا، بألا يصاب أحد ممن على السفينة بأذى. وما فعلت ذلك إلا من أجل خاطرك، يا ابنتى العزيزة.. أنت لا تعرفين من تكونين، أو من أين أتيت، ولا تعرفين الكثير عنى سوى أننى أبوك، وأننا نعيش في هذا الكهف الفقير. هل تستطيعين تذكر الوقت، قبل أن نأتى إلى هنا ؟. أعتقد أنك لا تستطيعين، لأن سنك لم يكن يتعدى الثلاث سنوات حينئذ". فاجابت ميرندا : "بالتأكيد، أتذكر، يا أبى". فسألها بروسبرو :

"لكن ماذا تتذكرين ؟ أتتذكرين الناس أم المنازل.. أخبرينى بما يمكن أن تتذكريه، يا طفلتى ؟ ! فقالت ميرندا :

"يبدو لى ذلك وكأنها ذكرى حلم. لكن ألم يكن لدى أربع أو خمس سيدات، يقمن على خدمتى ؟ !. فأجاب بروسبرو :

"فعلا، بل وزيادة. كيف تظل هذه الذكرى عالقة برأسك ؟ هل تذكرين كيف جئنا إلى هنا؟". فقالت ميرندا :

"كلا، ياسيدى، لا أذكر شيئا أكثر من ذلك"

أكمل (بروسبرو) حديثه فقال :

"منذ اثنى عشر عاما يا ميرندا، كنت دوق ميلانو، وكنت أنت الأميرة، وطفلتى الوحيدة.. وكان لى شقيق أصغر منى، يدعى (أنطونيو)، وثقت فيه وسلمته كل شئون الدولة ؛ ولما كنت شغوفا بالهدوء والدراسة العميقة، فتركت تصريف أمور الدولة لعمك، شقيقى الغادر (لأنه حقيقة أثبت ذلك).. أما أنا، فقد أهملت كل اهتماماتى الدنيوية، ودفنت نفسى داخل كتبى، وأعطيت كل وقتى لصقل تفكيرى.. أما أخى وقد أصبح مالكا لكل سلطاتى، فقد بدأ يظن أنه الدوق الحقيقى فالفرصة التي أتحتها له بأن يكون محبوبا من أعوانى، أيقظت في نفسه الشريرة، نزعة غرور ليسرق منى دوقيتى (مملكتى). وسرعان ما نفذ ذلك بمساعدة (ملك نابولى)، وهو حاكم متسلط، كان عدوا لى". فسالته ميرندا :"ولماذا لم يقتلونا، في هذه الأثناء ؟ ".

فأجاب الأب :

"لم يجرؤ على ذلك يا طفلتى، لأن شعبي كان يحبنى حبا جما. فحملونا على سطح السفينة، وعندما أصبحنا على بعد عدة أميال داخل البحر، أجبرونا على النزول في قارب صغير، دون مجاديف أو قلاع أو حبال.. وتركنا هناك، ظنا منه، أننا سنموت. لكن لوردا طيبا من بلاطى، يدعى (جونزالو)، كان يحبنى، وضع سرا في القارب، ماء وطعاما وملابس، وبعض الكتب التي كنت أفضلها أكثر من مملكتى ".

فقالت ميرندا :

"آه، يا أبى، لابد أننى سببت لك كثيرا من المتاعب حينذاك ؟.

فقال بروسبرو :

"كلا، يا حبيبتى، فلقد كنت الملاك الحارس بالنسبة لى كانت ابتسامتك تجعلنى اتحمل بشجاعة حظى العاثر. وظل الطعام معنا حتى رسونا على هذه الجزيرة المهجورة ؛ ومنذ ذلك الحين كانت بهجتى الكبيرة، تنحصر في تعليمك يا ميرندا، ومن خلال هذه الدروس تعلمت الكثير ".

فقالت ميرندا :

"جزاك الله خيرا، يا أبى العزيز، والآن قل لى، عن سبب اثارتك لهذه العاصفة ؟ ".

فقال أبوها :

"ساقول لك، هذه العاصفة، ستجبر اعدائى، ملك نابولى، واخى الشرير، على الالتجاء إلى شاطئ جزيرتنا هذه ".

وما أن قال بروسبرو ذلك، حتى لمس ابنته برقة بعصاه السحرية، فنامت في التو والحال، لأن الجنى آريل كان قد حضر أمامه، ليعطيه تقريرا عن العاصفة، وماذا فعل بركاب السفينة ؛ ورغم أن ميرندا لم يكن في استطاعتها رؤية آريل، إلا أن بروسبرو لم يكن يرغب في أن تسمعه وهو يتكلم، فانه سيبدو لها، وكأنه يتكلم مع الهواء.. !

الخط الدرامى


يبدأ الخط الدرامى عندما حدث ذات ليلة ان هبت على الجزيرة عاصفة شديدة. وسقط المطر الغزير، واشتدت الريح العاصفة، وملأ ضوء البرق وصوت الرعد الأرض والسماء، وأثارت الريح أمواجا عالية كالجبال، وأصبح صوت الريح وهدير الأمواج مخيفين مفزعين. وأطلت "ميرندا" من النافذة، وأصغت إلى صوت العاصفة الرهيب، ثم نظرت إلى البحر وصرخت قائلة : "أبى، هناك سفينة في البحر. إنها قريبة جدا من جزيرتنا. الريح تدفعها إلى شاطئنا، ستقذفها الأمواج فوق الصخور وتحطمها. وفى هدوء أجاب "بروسبرو" : لقد أثرت بسحرى هذه الأمواج. أنا الذي جعلت الريح تدفع هذه السفينة إلى الصخور. لقد سبق أن قصصت عليك ما فعله بى أخى "أنطونيو" بمساعدة حاكم "نابولى" إن أخى وحاكم نابولى فوق هذه السفينة. "صاحت "ميرندا" : "لكنهم سيموتون ! أرجوك يا أبى لا تدعهم يغرقون. " أجابها "بروسبرو" : "لاتخافى. لن أدعهم يموتون. لن يصيبهم أذى. " وقذفت الأمواج السفينة فوق صخور شاطئ الجزيرة المسحورة، فتحطمت. لكن "أنطونيو" وصل إلى الأرض سالماً. ووصل معه حاكم "نابولى". وكان (فرديناند)، ابن ملك "نابولى" في السفينة مع والده، ووصل هو أيضاً إلى الأرض سالماً. لكن "فرديناند" وصل إلى مكان يبعد كثيراً عن المكان الذي خرج فيه أبوه مع "أنطونيو". وهكذا ظن "فرديناند" أن والده حاكم "نابولى" قد مات غرقاً مع "أنطونيو" كما ظن حاكم "نابولى" مع "أنطونيو" أن "فرديناند" قد مات غرقاً. وكانت "ميرندا" تجلس أمام باب المنزل تتحدث مع والدها، عندما خرج من بين أشجار الغابات شاب وسيم.. فصرخت "ميرندا" : "انظر يا أبى.. هناك شيء يخرج من الغابة ويتجه نحونا. ما هذا الشئ ؟ هل هو حيوان أم جنى ؟ إن شكله لطيف جميل. كانت "ميرندا" طفلة صغيرة جداً عندما وضعها عمها "أنطونيو" في القارب مع والدها. لذلك لم يكن قد سبق لها أن شاهدت أى رجل ما عدا والدها. أجاب "برسبرو" : "إنه ليس وحشاً ولا جنياً. إنه رجل، وقد أحضرته بسحرى إلى هذا المكان " وسألت "ميرندا" : "ومن يكون هذا الرجل ؟ إنه لا يشبهك يا أبى.. إنه أكثر منك وسامة". أجاب "بروسبرو" : "إنه "فرديناند" ابن حاكم "نابولى" وقد أحضرته إلى هنا بسحرى، وسأحتفظ به معى حتى يموت. سأجعل منه خادما لى. لن أدعه يستريح. سيظل يعمل حتى يموت من التعب. إنه ابن رجل سيئ شرير". وعندما سمعت "ميرندا" هذا، حزنت جداً وأخذت تبكى. فقال والدها : "لا تبكى. لماذا تبكين من أجل ابن رجل سيئ ؟ " وطلب "بروسبرو" من "فرديناند" أن يقوم بقطع الأخشاب اللازمة لأشعال النار، بينما لم يسبق له أن أمسك فأساً، ولا يعرف كيف يقوم بتقطيع الأخشاب. لم يكن معتاداً على أداء الأعمال الشاقة أو المرهقة، لذلك سرعان ما أرهقه التعب، وأصيب في يديه بالجروح. وبعد أن أتم قطع كمية من الأخشاب، أمره "بروسبرو" أن يحمل كتل الخشب، ويضعها في المخزن داخل المنزل. وأخذ فرديناند يحمل كتل الخشب الثقيلة. ولم يكن قد اعتاد حمل أى شيء ثقيل، فشعلر بالإعياء والمرض. وخرجت "ميرندا" من المنزل، وشاهدت "فرديناند" يقوم بكل ذلك العمل الشاق. وأحست بما أصابه من إرهاق وتعب، فتألمت وسالت دموعها على خديها. وقامت تساعد "فرديناند" في حمل كتلة من الخشب فوق كتفيه. ثم أسرعت تجرى إلى والدها، وقالت له : "أنا أعرف أن والد هذا الفتى إنسان شرير، لكن "فرديناند" الابن ليس إنساناً شريراً. لست أجد فيه ما يجعلنى أعتبره سيئاً. أرجوك يا أبى لا تكن شديد القسوة عليه.. كن رحيما به ولا تؤاخذه بذنب فعله أبوه". لكن "بروسبرو" أجاب غاضباً : "لماذا تطلبين منى أن أرحمه ؟ ! لم يكن والده رحيماً بى ولا بك. دعيه يشتغل حتى يسقط ميتاً من التعب". ثم وصل بروسبرو قراءة كتاب السحر الذي كان بيده. وعادت "ميرندا" إلى "فرديناند"، وقالت له والدموع تملأ عينيها : "دعنى أساعدك. اقطع لى كتلة خشبية صغيرة، حتى أستطيع حملها إلى داخل المنزل". وهكذا طنت "ميرندا" أن والدها "بروسبرو" غاضب من "فرديناند"، وأنه لن يستجيب إلى توسلاتها... أما الحقيقة. فكانت شيئاً آخر !! لقد أرد "بروسبرو" أن تظن ميراندا أنه غاضب، لكن غضبه كان مجرد تظاهر وتمثيل. كان بروسبرو ينفذ خطة رسمها في ذهنه. كان قد دبر مجئ "أنطونيو" وحاكم "نابولى" وابنه إلى الجزيرة، لأمر ما في نفسه.... لكن.. لن نكشف الآن سر تدبيره... من بين الأمواج العالية، خرج "أنطونيو" وحاكم "نابولى" مبللين إلى الشاطئ، بعد أن تحطمت بهما السفينة. وعرف "بروسبرو" أنهم عدويه الذين قررا نفيه إلى الجزيرة، قد أصبحا تحت رحمته، فنادى "آريل" خادمه من الجن، وقال له : "آريل".. اذهب وابحث حتى تجد "أنطونيو" وحاكم نابولى. اجعلهما يضلان الطريق، ويسيران بغير توقف. ابعدهما عن أى ماء أو طعام. اجعل الهواء الساخن يهب عليهما، ثم سلط الريح الباردة لتجمدهما. عاقبهما بكل شيء مؤلم. لا تعطهما فرصة للراحة أو للتوقف. هيا اذهب، ونفذ ما أمرتك به في دقة ودون إهمال ". وذهب "آريل" ووجد "أنطونيو" وحاكم "نابولى". كان "أنطونيو" يقول للحاكم : "دعنا نتجول لنكتشف هذه الجزيرة، ونبحث عن ماء وطعام ". هنا أخذ "آريل" ينادى "أنطونيو" وحاكم "نابولى" وهما لايروه، لكنهما تبعا صوته... تبعاه بين أشجار الغابات، وفوق صخور الجبال، وخلال مياه الأنهار. وكانت حرارة الشمس شديدة، فأخذ هواء ساخن يلفح وجهيهما وجسديهما. ثم انقلب الهواء بارداً، وهبت عاصفة ثلجية جمدتهما. وأصابهما التعب والألم، ولم يعد في مقدورهما أن يواصلا السير، لكن "آريل" لم يسمح لهما بأية راحة، وظل يسوقهما أمامه دون توقف. وأخيراً، سقطا فوق الأرض. لم يعد في استطاعتهما أن يتقدما خطوة واحدة أخرى. لكن "آريل" جعلهما يشاهدان ماء وطعاماً شهياً، فأسرعا يجلسان حول الطعام، وهنا أسرع "آريل" فأبعد الطعام والشراب، فلم يجد الرجلان أمامهما شيئاً ! وأخيراً قال لهما "آريل" : "إنك "أنطونيو" أخو "بروسبرو". لقد خدعته واستوليت على الحكم بعد أن طردته من ميلانو. وأنت حاكم "نابولى" لقد ساعدت "أنطونيو" على طرد أخيه. هذه هي جزيرة بروسبرو السحرية، وأنا خادم "بروسبرو" المطيع. لقد أرسلنى لأقول لكما هذا، ولأجعلكما تتذكران ما فعلتماه معه ". أغلق "بروسبرو" كتابه الذي كان يقرأ فيه، واستدعى "آريل" وقال له ! "أحضر "أنطونيو" وحاكم "نابولى". لقد اكتمل تدبيرى ". (3) اللغة اللغة من القوة والتماسك ما من شأنه خلق حالة من التوحد مع الحدث، والتأثير به، ومعايشته، وهذا شأن المسرح الدرامى، من حيث البناء يعتمد على عقدة، ويجعل المشاهد في صميم الأحداث، ويضاعف قابلية الجمهور للفعل، وهى في النهاية تجربة مثل كل التجارب، ولكنها تجربة أثرت في العالم المسرحى، والكتابة المسرحية، وخلدت اسم كاتبها إلى ما شاء الله !!

الحــوار

الحوار الذكى وإيقاعه بطئ، حتى في المواقف الأكثر سخونة نجده مطولا يكاد لا يتوقف، وإن تلاحم نسيجه، وتواصل مع ما بعده، فلم يبق الكاتب مساحات في الحوار – مساحات الفراغ – التي يتلقاها القارئ الذكى، ولا يقبل عنها بديلاً، ولكن براعة النسج جعلته مقبولا ومستحسنا !!

المضمــون

من تتابع الأحداث في مسرحية العاصفة لشكسبير نلاحظ ان مضمون هذه المسرحية واضح وهادف وهو ان الإنسان إذا لم يتذود بالقوة والعلم يصبح شخصا ضعيفا تهزمه القوى البشرية كما فعل أنطونيو مع اخيه بروسبرو بأن طمع في مملكته واستولى على عرشه وقصره وطرده بعيدا مع طفلته الوحيدة "ميراندا" لتعيش في جزيرة نائية في البحر وذلك نتيجة لإهمال بروسبرو شئون ولايته واهتمامه بالسحر أكثر من أمور المملكة فلاقى ما لاقى من الغدر وتأمر ملك ولاية نابولى مع اخيه "أنطونيو" وطرده لمدة اثنى عشر عاما غريبا تائها في الجزيرة، واننا نلاحظ ان لولا العلم الميتافيزيقى الذي عشقه بروسبرو ما استطاع ان يصل إلى بر الامان وهو تعلمه للسحر واتخاذه كسلاح استطاع به ان يعطى لاخيه درسا قاسيا هو وحاكم نابولى.. واننى في رأيى ان هذا العلم أى السحر لا يجدى في بعض الأحيان لأتصاله بالعالم السفلى فهو ضد العقيدة وضد ناموس الطبيعة فضره أكثر من نفعه فهو نافع لفترة مؤقتة لذا في النهاية تخلص منه بروسبرو والقى بكتب السحر بعيدا وذلك بدفنها تحت أرض الجزيرة إلى مملكته وقد عزم على التسلح بالإرادة والثقة بالنفس واليقظة والحرص والتفانى في خدمة مملكته وشعبه، تسلح بالقوة والمعرفة الحقيقية، والاشراف التام على الولاية وعدم اتاحة الفرصة للطامعين في السيطرة واستغلال النفوذ وهذا الهدف هو ما يرمز اليه كاتب المسرحية وليم شكسبير وخلال الحوار النفسى لبطل المسرحية بروسبرو وحديثه مع ابنته ميراندا.
.
.
.
.
.





شكسبير العاصفة





أو




ليست هناك تعليقات: