الجمعة، 22 أبريل 2011

أخي يا مقيماً بهذي السجونْ ... إليك أبث بهذي الشجونْ



أخي يا مقيماً بهذي السجونْ ... إليك أبث بهذي الشجونْ
إذا كنت بالله مستعصما ... فماذا تضيرك ريب المنون(1)
حذاري أخي أن تسيء الظنون ... بوعد الإله القوي المتين
فقد وعد المؤمنين النجاة ... كما نجّ يونس من بطن نون(2)
أخي قد مضى قبلك الأولون ... فهذي السجون كتلك السجون
فيوسف أمضى بها مدة ... وموسى توعده الظالمون(3)
كذاك رسول الإله الكريم ... ليثبته مَكَرَ المشركون(4)
فنجاه ربي بهجرته ... برفقة ذاك الصديق الأمين
وفي إثرهم قد مضى المؤمنون ... كأحمد ذاك الإمام المكين
كذاك ابن تيْمَةَ أنعم به ... بقلعة شامٍ أقام سجين
مئات ألوف من الصادقين ... أقاموا زماناً بهذي السجون
فلا تضعفنْ يا أخي أو تهون ... إذا جاء دورك أو تستكين(5)
تحصّن بذكر الإله العظيم ... وبادر لحفظ الكتاب المبين
فذاك لقلبك حصنٌ حصينْ ... وهذا لروحك زاد معين
فهذي شدائد سوف تزول ... وتبقى الفوائد منها فنون
وإن خوّفوك وإن هدّدوك ... فلا تخضعنْ لهمو أو تلين
وإن شتموك وإن عذّبوك ... وإن ضربوك فلا تستكين
فلست بأول من يضربنْ ... لدين عظيم وشرع مبين
ولستَ وحيداً بهذي الطريق ... فتلك القوافل عبر السنين
وإن مرّ عيدٌ وجاءَ وليدْ(6) ... ودارت شهورٌ وأنت سجينْ
فلا تبتئس يا أخَ الصالحين ... لفرقة أهلٍ وفقدِ بنينْ
وإن منعوك زياراتهم ... كذاك رسائلهم لا تبين
فإن كان هذا لرب ودين ... فأين الثبات وأين اليقين
وأين كلامك فيما مضى ... بملة ذاك الرسول الأمين(7)
فذاك الخليل مضى طائعاً ... لذبح ابنه في بلاء مبين
بيوم كهذا عظيم كريم ... بلا جزعٍ تلّه للجبين
فنجّاه ربي بإحسانهِ ... وأفداه فوراً بكبش سمين(1)
وأنت بنوك بعيش رغيد ... ولهو و لعب وحرزٍ أمين
ولم يُطلبنْ منك ذبحاً لهم ... فقط أن تصابر فراقاً لحينْ
فهم في رعاية ربٍ رحيم ... وأنت بخلوة ذكر ودين
فبادر بحفظ الكتاب المبين ... ودع عنك وسواس ذاك اللّعين
لمرضاة ربٍ ونصرة ِ دين ... تهون الحياة وكل البنون
لمرضاة رب عزيز كريم ... تطيب السجون وتحلو المنون


للتحميل

من هناآآآ
 
 

ليست هناك تعليقات: